وادى سنور سحر الطبيعة تحت سطح الأرضموقع محمية كهف وادى سنور الجغرافى :
ماتراه فى الصور السابقة ليس مشهدا من فيلم ، أو حتى من مكان فى أوروبا أو أمريكا ، بل هذا الذى تراه هو مكان من مصر بل وتحديدا من صعيدها فى محافظة بنى سويف ، هذا الذى تراه هو مكان فى باطن الأرض ، محمية كهف وادى سنور .
تقع محمية كهف وادى سنور فى جمهورية مصر العربية وتحديدا على بعد 70 كيلومترا شرق مدينة بني سويف وحوالي 200 كيلو مترا عن القاهرة ، يتم الوصول إليها من الطريق الإسفلتي بني سويف – المنيا الصحراوي، ويتم الاتجاه عند قرية سنور بشرق نهر النيل الكيلو 18 إلى الكهف على الطريق الصحراوي الممهد، والذي يُعرف بدرب الرخام البحري، أو درب الرخام القبلي لمسافة 50 كيلو متر.تاريخ محمية كهف وادى سنور :
أهمية محمية كهف وادى سنور :
فى عام 1992 كان عمال المحاجر فى المنطقة يبحثون عن رخام الالباستر ، وفى أثناء تفجيرهم للكهوف المحيطة ، ظهرت لهم فوهة كهف صغيرة جدا ، قامو بإبلاغ المختصين بالأمر ، وعن طريق علماء الجيلوجيا تم معرفة تاريخ الكهف وأنه يرجع إلى العصر الأيوسيني الأوسط أي من منذ نحو 40 مليون سنة مضت ، وقد تم الإعلان عنها رسميا كمحمية طبيعية بالقرار رقم 1204 لسنة 1992، الصادر من مجلس الوزراء، في إطار القانون 102 لسنة 1983 المعدل بالقرار 709 لسنة 1997 .
وهناك تاريخ قريب لمنطقة كهف سنور حيث تذكر المصادر التاريخية إن الرئيس المصري الراحل أنور السادات اختبأ فترة طويلة داخل منطقة كهف “وادى سنور” هربا من الإنجليز بعد مقتل “أمين عثمان” الذي كان ينادي بضرورة بقاء الاحتلال الانجليزي في مصر.
تكوين محمية كهف وادى سنور :
تعتبر محمية كهف وادي سنور، إحدى الكهوف النادرة عالمياً، والفريدة من نوعها، فهو لا يوجد مثيل له فى العالم سوى كهف في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لان به تكوينات صخرية تكونت عبر ملايين السنوات وهومكان سياحى جذاب يضاف إلى الأماكن السياحية بمحافظة بنى سويف, حيث تم وضعها على خريطة مصر السياحية علي أساس أنها عبارة عن كهف طبيعي كبير نتج من تأثير عوامل الإذابة للحجر الجيرى الأيوسينى المتواجد بمنطقة جبل سنور شرق النيل ببنى سويف, حيث يحتوى على أشكال المورفولوجية الجميلة, والتى تعرف باسم “الأسبيليوتيم” ، ويوجد بالكهف نطاق كارستي كامل محفوظ بمنطقة المحمية، ينقسم إلى نطاق علوي من التربة، والتي تعرف بـ”التيراروزا” ونطاق سفلي من التربة، حيث يكون كهف وادي سنور جزء منه، بما يحتوى عليه من أشكال ورسوبيات الكالسيت المختلفة.
كما تم إكتشاف سد أثرى يرجع للعصر الرومانى يبعد حوالى 2.5 كيلو متر من الجنوب الشرقى لكهف وادى سنور .
يمتد كهف وادي سنور نحو 700 متر في باطن الأرض بعمق 15 مترا، ويصل اتساع الكهف إلى 15 مترا تقريبا.
تكون الكهف نتيجة تفاعلات كيميائية للمياه الجوفية تحت سطح الأرض واختلاطها بالحجر الجيرى، منذ العصر الإيوسينى أى منذ 40 مليون سنة ،هذه التفاعلات قد انتجت رخام “الالباستر” وهو أجود أنواع الرخام فى العالم والذى يستخدم فى صناعه أوانى الزينة، بالإضافة إلى أن الكهف به كميات كبيرة من المواد المزينة عبارة عن صواعد وهوابط وستائر وأعمدة جميلة، ويتكون الكهف من بهوين كبيرين يمين وشمال الفتحة المؤدية إلى داخله، بالجزء الأيمن منها تكوينات كلسية، تأخذ أشكالا مختلفة من الكمثري والجزر، والشعاب المرجانية، وكذلك مثل الستائر الكلسية النامية علي أرضية جدار الكهف، وعند التقائها بالهوابط تشكل عموداً يشبه جذع الشجرة، ويأخذ الكهف ككل شكل هلالي، وحوله طرق دائرية وجبال صخرية، ويقع الكهف في مكان التقاء واديين.
ويؤكد الدكتور جبيلى أبو الخير المدير المسئول عن محمية كهف وادى سنور أن الكهف يعد من أهم المزارات السياحية فى مصر وخصوصا لقربه من القاهرة ، لكنه بحاجة كبير للاهتمام والعناية من قبل الجهات المختصة ، كما يؤكد الدكتور جبيلي علي أهمية عمل مسوح رادارية لاكتشاف ماحول الكهف والبحث عن كهوف أخري ، كما يلزم أيضا دراسة النباتات الصحراوية التي تنبت في وديان المحمية المختلفة وإمكانية استغلالها.