بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



الإمام المهدي عليه السلام اسم تواجد في كل مكان في الكتب السماوية ( ألزبور , التوراة , الإنجيل , القرآن الحكيم ) وذكر في الآيات الشريفة وعلى لسان النبي صلى الله عليه وآله وفي مختلف المناسبات والأحاديث ......
أنه أمل السماء إنه غاية الشرائع الإلهية إنه المأمول لتطبيق شريعة السماء على الأرض .
مدخل :
في أحد المرات أثناء حديثنا مع الأخوات من المذهب السني تطرقت أحدى الجالسات إلى ذكر المهدي عليه السلام ؟ تتحدث بكل ثقة وتقول بان أبن صديقتها البالغ من العمر تسع سنين بأنه المهدي عليه السلام !! وذلك لما رائته من الالتزام والأدب البادي على وجه هذا الطفل ؟!! تفاجئنا كثيرا من كلامها والبعض جلس يضحك .. (إن لها أن تقول أنة المهدي عليه السلام وهو أبن المصطفى صلى الله عليه وآله )
تحليل الحكاية الظريفة :
1-أن المهدي علية السلام لم يولد بعد : هذا منافي تماما لقولة تعالى ( فكيف إذا جئنا من كل امه بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) *1
فكيف يكون المهدي شهيدا علينا وهو لم يولد بعد!! وإنما تتم الحجة علينا بتنصيب الإمام المعصوم في كل زمان لأنه الطريق إلى الله سبحانه وتعالى إلى معرفه الأحكام الشرعية وامتثال الأوامر الإلهية .
فالأرض لا تخلو من حجه الله على خلقة إما ظاهر أو مغمور . وقوله تعالى ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) *2.
2-اعتقاد السنة بالمهدي علية السلام :
إن أهل السنة يؤمنون بالمهدي عليه السلام غير أنهم ينكرون ولادته ويقولون إن من أخبر عنه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله لم يولد بعد وإنما سيولد في المستقبل .
3- تعجبهم من عمرة الشريف وغيبته !! بل العجب منهم كيف أنهم لايتعجبون من طول عمر المسيح عليه السلام والخضر الموجود قبل النبي موسى عليه السلام والسامري وإبليس , ويذكر المؤرخون أن آدم عليه السلام عمر ألف سنة ولقمان ثلاثة الف وخمسمائة سنة . والقرآن الكريم أصدق قولا منهم حيث قال أن نوحا عليه السلام لبث في قومه يدعوهم 950 سنة والله أعلم كم عاش قبل الدعوة وبعد الطوفان .
قال تعالى ( وما قدروا الله حق قدرة ) *3
فإذا كانت حياته وغيبته وسائر شؤونه عليه السلام برعاية الله سبحانه وتعالى فأي مشكله في أن يمد الله سبحانه في عمرة الشريف ما شاء .
فغيبته علية السلام وطول عمرة ليس بالأمر العبث إنما ليعرف الناس عظم مسألته ودولته وما يصيبه وشيعته في غيبته فيحزنوا عليهم ويدعوا لهم بالفرج فيكونوا قد شاركوهم فيما يجري عليهم من مصائب والآم ويشتركوا معهم بالآجر والثواب .
المهدي عليه السلام ليس من مختصات المسلمين وحدهم دون غيرهم
أن جميع الديانات على اختلافها تعتقد بمصلح أخر الزمان والعدل القائم على يده علية السلام فمثلا : اليهود تعتقد ب ايليا والمسلمين على اختلاف مذاهبهم والشيعة على اختلاف فرقهم بالأيمان بالمهدي عليه السلام , وينتظر المجوس (اشيدر بابي) أحد أعقاب زرادشت , ويترقّب مسيحيّو الأحباش عودة ملكهم (تيودور) , ويعتقد الهنود بعودة (فيشنو ) , وينتظر البوذيون ظهور (بوذا) , وينتظر الأسبان ملكهم (روذريق) , والنصارى يؤمنون بعودة عيسى عليه السلام ، وهو مطابق لما نؤمن به من ظهور عيسى في زمن ظهور المهدي عليه السلام والزرادشتيون ينتظرون عودة (بهرام شاه) * 4,
وأن اختلفت الأسماء فالغاية واحدة والطموح واحد وهو انتظار المنقذ فالبشرية جمعا تنتظر المخلص الذي على يده يتحقق أمل السماء وغاية الشرائع الالهيه وعلى يده تثمر جهود الأنبياء عليهم السلام .
الانتظار
....عن أبي الحسن عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ( أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل) * 5


في هذه الأيام نعيش فرحة ميلاد الإمام المنتظر عجل الله فرجة الشريف فمن واجبنا ومسؤوليتنا اتجاه صاحب العصر تجديد البيعة له علية السلام والدعاء له بالفرج فالنبي عبر عن الانتظار بالعبادة فما هو الا التقوى تقوى الله عز وجل .
ويذكر السيد صدر الدين الصدر في فوائد الانتظار :
1ـ إن الانتظار بنفسه من حيث هو رياضة مهمة للنفس، ولازمه إشغال القوة المفكرة، وتوجيه الخيال نحو الأمر المنتظر مما يوجب قهراً أمرين: 1 ـ قوة المفكرة ضرورة توجب ازدياد القوى بالإعمال 2 ـ تمكن الإنسان من جمعهاوتوجيهها نحو أمر واحد .
2ـ يسهل وقوع المصائب والنوائب ويخفف وطأتها إذا علم الإنسان وعرف أنها في معرض التدارك والرفع... سيما إذا احتمل تداركها عن قريب والمهدي عليه السلام بظهوره يملأ الأرض قسطاً وعدل
3ـ لازم الانتظار محبة إن يكون الإنسان من أصحاب المهدي وشيعته ولازم ذلك أن يسعى في إصلاح نفسه
4ـ الانتظار كما انهيبعث إلى إصلاح النفس بل والغير كذلك يكون باعثاً وراء تهيئة المقدمات والمعدات الموجبة لغلبة المهدي على عدوه ولازمه تحصيل ما يحتاج إليه من المعارف والعلوم سيما وقد علم ان غلبته على عدوه تكون بالأسباب
العادية..

أين معز الأولياء ومذل الأعداء , أين جامع الكلمة على التقوى , أين باب الله الذي منه يؤتى , أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء , أين السبب المتصل بين الأرض والسماء , أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى , أين مؤلف شمل الصلاح والرضا , أين الطالب بذحول الأنبياء , أين الطالب بدم المقتول بكربلاء , أين المنصور على من اعتدى عليه و افترى , أين المطر الذي يجاب إذا دعاء , أين صدر الخلائق ذو البر والتقوى , أين ابن النبي المصطفى وابن علي المرتضى , وابن خديجة الغراء , وابن فاطمة الكبرى ,.........*7
------------------------
المصادر :
1-سورة النساء آية 41
2-سورة الرعد آية 7
3-سورة الحج آية 73
4-أنتظار المنقد عند غير المسلمين للسيد شهاب الدين الحسيني
5-كمال الدين للصدوق – تفسير الميزان
6-موسوعة الإمام المهدي علية السلام
7-دعاء الندبة