جرائم «داعش} لم تثن المؤمنين عن اداء الزيارات الدينية
28/05/2014 05:45
لم تخل مناسبة احياء ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم «ع» في الخامس والعشرين من شهر رجب من اثار بصمة الارهاب السوداء حين استهدف الزائرين بمحاولات بائسة استذكر معها شهود العيان واهالي الضحايا الجريمة المروعة التي ارتكبها الارهابيون من تنظيم القاعدة في العام 2005 وراح ضحيتها اكثر من الف زائر، بينما اقتربت القوات الامنية من القضاء على تنظيم «داعش» الارهابي.

واعاد قيام تنظيم «داعش» الارهابي بتفجير عبوات ناسفة وسيارات مفخخة في مناطق الشعب والمنصور وجسر محمد القاسم وساحة الزهراء في الكاظمية الى الاذهان الجريمة التي اقترفتها التنظيمات الارهابية، حينما افتعلت عملية اطلاق نار وصيحات بوجود انتحاري على الجسر وحصلت كارثة جسر الائمة عندما سقط من الجسر وغرق في النهر أكثر من ألف شخص بين نساء وأطفال ورجال نتيجة للتدافع الشديد على ذلك الجسر بعد انتشار الاشاعة وأثارت الذعر بين جموع الزائرين سقط جراءه اكثر من الف زائر في النهر أو دهسوا بسبب الفوضى.

ويقول شاهد العيان عودة البهادلي لـ»الصباح»: ان «اهالي الاعظمية هبوا لمساعدة الغرقى والجرحى وانتشلوهم من النهر، وتمكنوا من انقاذ المئات منهم، اغلبهم من كبار السن والنساء والصبية».

ويؤكد الحاج جعفر فرج من مدينة الصدر ان ابرز قصص المحبة والتضحية جسدها الشهيد « عثمان العبيدي» من سكنة حي الاعظمية الذي استشهد بعد انقاذه الغرقى من الزوار وكيف انقذ حياة ابنه من الموت، مشددا على انه بطل عراقي اثبت ان العراقيين شعب وقلب واحد حين قدم حياته قرباناً لينقذ ستة زائرين سقطوا في نهر دجلة من الغرق، فيما فشل في انقاذ امرأة بدينة التفت حولهما العباءة التي كانت ترتديها فقيدت حركتهما معا ليستقرا في قاع النهر وسطر بعمله وتضحيته ملحمة للتماسك الاجتماعي والديني والوطني بين العراقيين.اما كرار عباس فيقول انه قفز الى النهر لينجو من التدافع القوي ويقوم بنقل الكثير من الجرحى تكسرت اطراف الكثير منهم، وساهم في نقل جثث ضحايا اخرين من فوق الجسر الى سيارات الأسعاف والجيش والشرطة بعد ان اصابه الهلع مما رأى خلال دقائق، فيما اشارت زهرة جفات الى ان ابنها انقذها باعجوبة من بين الزوار المتدافعين بشكل مخيف على الجسر بعد ان حملها الى صوب الكاظمية واصيب بجروح طفيفة ولم تصدق ما جرى للجميع.

ولم تثن جرائم الارهابيين اصحاب المواكب من تحدي افعال المجرمين في حين نصبت المواكب الحسينية سرادقاتها على طول الطرق المؤدية الى مدينة الكاظمية المقدسة وقدمت الخدمة في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر «ع» طيلة ثلاثة ايام، ويقول الحاج كاظم زبون من منطقة البلديات لـ»الصباح»: في كل عام نقوم بنصب سرادقنا لتقديم الطعام والشراب والمبيت للزائرين القادمين من محافظات الجنوب، فضلاً عن اهالي بغداد في مناسبة تعود اهالي بغداد منذ زمان بعيد على احيائها، تتمثل في ذكرى استشهاد امام قدم نموذجا في الصبر والتضحية ومقارعة الظالمين.

واشار الى ان العراقيين لا يهابون تهديدات «داعش» الارهابي واحيوا شعائرهم متحابين متآخين، فيما اوضح المعاون الطبي علي حسين من حي الامير لـ»الصباح» انه قام بمساعدة الجرحى من الزائرين الذين اصيبوا في منطقة الاربعمية واعطائهم العلاجات اللازمة لحالات النزف والاغماء والجروح وقدم الدواء الذي يحتاجونه من خيمة صغيرة تبرع بها احد الميسورين وتعاون معه بتحمل نفقات شراء الادوية.

وبينما انهى الملايين احياء هذه المناسبة، تلقن القوات الامنية تنظيم «داعش» الارهابي دروسا بليغة في القتال واوقعت فيه الخسائر الكبيرة تمهيداً للقضاء عليه نهائيا.

وقال مصدر امني لـ»الصباح»: ان القوات الامنية وبعد اكمالها لتحرير مناطق الرمادي توجهت لتحرير مدينة الفلوجة ونفذت حملة عسكرية كبيرة شارك فيها الطيران الحربي وطيران الجيش وقوات النخبة من جهاز مكافحة الارهاب والرد السريع والجيش العراقي والشرطة الاتحادية وتمكنت من تحرير اربع مناطق محورية في محيط الفلوجة هي السجر والنعيمية والفلاحات والجسر وحررت جسر التفاحة وقطعت خطوط امداده وكبدت الارهابيين مئات القتلى والجرحى ودمرت عشرات السيارات التي تحمل احاديات وفتحت الباب امام العملية المرتقبة لتحرير مدينة الفلوجة التي لم يبقى للارهابيين ملاذاً سواها، فيما سددت القوات الامنية ضربات قوية لمعاقل التنظيم في جرف الصخر شمال محافظة بابل وتمكنت من تحرير مناطق صنيديج والعبد ويس والمناطق المتاخمة لمحافظة الانبار.