لعل هذا الاعتقاد الجميع سمع به وأن البعوض يفضل بعض الدماء على غيرها، لدرجة أن بعض الناس يقول أن البعوض يفضل ذوي الدم الخفيف، كناية عن روح الشخص المرحة والسعيدة.ولكن جاء الوقت للعلم أن يثبت حقيقة ذلك.
وبهذا الخصوص أظهرت دراسة حديثة أن البكتيريا على سطح الجلد تنتج موادا كيماوية تختلف من شخص لآخر، وبعض هذه المواد أكثر جاذبية للبعوض من غيرها.
بحسب ما ذكرت صحيفة "بيزنس إنسايدر"الأمريكية فإن عالم الأحياء الميكروبية روب نايت أكد خلال المؤتمر الذي أقيم بمدينة فانكوفر أن مذاق ورائحة دم الإنسان لا علاقة لهما بجذب البعوض، بل إن المسؤول الأول عن ذلك هي البكتيريا التي تطلق موادا كيماوية بروائح مختلفة.
نايت ذكر أن عدد هذه الميكروبات يقارب التريليون وهي تشكل نسبة صغيرة من عدد البكتيريا الكلي في جسم الإنسان والبالغة نحو100 تريليون، إلا أنها تلعب دورا كبيرا في إعطاء الجسم رائحته المميزة، وفي حال عدم وجودها لن يكون للجسم أية رائحة.
وتختلف هذه البكتيريا من شخص لآخر بشكل كبير، ففي حين يتشارك البشر بما يقارب 99.9 من خلايا "الدي إن أي" التي تحدد الصفات الوراثية، لا يشترك أي إنسان مع غيره بأكثر من 10 بالمئة من هذا النوع من البكتيريا.
وحول طريقة إجراء الدراسة طلب الباحثون من مجموعة مؤلفة من 48 متطوع الامتناع عن تناول الكحول والثوم والأطعمة الحارة لمدة يومين والاستحمام وارتداء جوارب مصنوعة من النايلون لمدة 24 ساعة بهدف انتاج مجموعة مميزة من الميكروبات لكل منهم.
إلى هذا، استخدم الباحثون الخرز الزجاجي لفرك الجانب السفلي من أقدام المتطوعين والحصول على البكتيريا كطعم للبعوض.
وأظهرت النتائج أن 9 من المتطوعين كانوا أكثر جذبا من غيرهم للبعوض، في حين تم تجاهل 7 منهم بشكل كامل، كما اختلفت نسبة الجاذبية بين باقي المتطوعين