ظاهرة ليست بالحديثة على التلفاز كانت ومازالت تولد الملل لتكرارها اثناء عرض الاعمال الفنية بشكل مكثف.. هدفها الاول والاساس ملء جيوب شركات الانتاج “حسب اراء الفنانين” وهي ظاهرة عرض الاعلانات اثناء المسلسل .. وهي غير محبذه لانها تقطع على المشاهد لحظات الاثارة والتشويق اثناء مشاهدته للمادة المعروضة وهدفها تجاري بحت من دون ان تقدم اي خدمة للمسلسل لان تبقى جهة الانتاج هي المتحكم الاساس في عرض العمل.. وتعمل هذه الظاهرة على الخلط بين الايجاب والسلب.. فهي سلبية من وجهة نظر المشاهد(المتلقي) وايجابية من وجهة نظر شركات الانتاج.. ولاجل الوقوف على ماتتركه هذه الظاهرة على الاعمال التي تعرض استطلعت (فن) اراء بعض الفنانين بشأنها فحدثنا:
* الفنان محمد ناجي يقول:الاعلان يخدم في حالتين الاولى تخدم رؤوس الاموال واصحاب الدعايات الاعلانية والشركات والمؤسسات حتى الحكومية منها والثانية تخدم المشاهد في قضية واحدة هي ان كتلة المنتعشين اقتصادياً سوف يتابعون الاعلانات اثناء عرض المادة وفي نفس الوقت اذا لم يكن لديه مجال كي يتابع الاعمال الفنية سوف يستطيع من خلال ترقبه الاعلانات متابعة المسلسلات وهناك قضية اخرى ومهمة جداً تخدم الدراما في ذلك هي عنصر التشويق فعندما يندمج المشاهد مع احداث المسلسل ومن ثم يقطع بفاصل هنا يبقى المشاهد منتظراً انتهاء الاعلان حتى تعود احداث المسلسل من جديد ويتابعها فهذه هي الاثارة والتشويق في استمالة عقول الناس ونفسياتهم كما ان في بعض الاحيان قد تغيب هذه الفكرة (التشويق) عن الكاتب او المؤلف في المسلسل فتاتي هذه الافكار العفوية لتخدمه في ذلك (فشر البليه مايضحك..).
* الفنانة وداد القيسي تقول:ظاهرة الاعلانات اثناء المادة المعروضة هي ظاهرة مزعجة جداً ولها تاثيرات كبيرة حيث تقلل من شد انتباه المشاهد الى الاحداث، اذا ماعرض اكثر من مرتين صحيح هو يخدمه انتاجياً لكن من ناحية الحالة النفسية يعد اعلان (تضويج) وليس ترويج..
*الفنانة ساهرة عويد تقول:على الرغم من وجود الاعلانات له دور ايجابي لانه يعد ربحاً انتاجياً للمسلسل ويأخذ على عاتقه التكاليف المادية للفنانين والقائمين على العمل … وفي نفس الوقت له دور سلبي فهو يؤثر في نفسية المشاهد عندما يكون متاثراً مع احداث المسلسل ويقطع بسبب الاعلان هنا يبدأ التذمر منه وهذه هي الناحية السلبية.. فعلى العموم هي عملية تجارية تخدم المسلسل واصحاب رؤوس الاموال والشركات التجارية سواء كانت اهلية ام حكومية..
*عبد جعفر النجار:في حقيقة الامر لها ايجابيات وسلبيات ومن وجهة نظري الشخصية تعد سلبية لي كمتفرج فعندما اعود الى البيت واتابع مسلسلاً ويقطع كل فترة بسبب الاعلان هذا فيه نوع من السلبية اما كمسألة تقنية فيها ايجابيات عديدة، فمنها ان المتلقي يحتاج الى فترة راحة اثناء متابعة البرنامج اضافة الى ان المعلن يعلن عن بضاعته في هذه الفترة .. الا ان المستفيد وبصورة كبيرة من وجود الاعلانات في المسلسلات هو التلفزيون العربي والاوربي لانها تعتبر دعماً للمشروع نفسه والفلم نفسه اي عندما يريد ان يصور مسلسل يذهب الى شركة معينة تدعمه من الناحية الانتاجية الا اننا نفتقد هذه الفقرة في العراق.
* الفنان عبد الله نديم يقول:وجود الاعلانات داخل المسلسل مسألة تجارية فنحن في وقت مضى اردنا ان نبث اعلانات المسرحية التي قدمناها فاخترنا الفترة الذهبية او الفترة الممتازة لانها تعد اكبر فترة تستقطب عدداً كبيراً من المشاهدين وهنا يكون الدفع اي المبلغ عالياً جداً وحسب الاوقات فمثلاً مسلسل تركي مدبلج بعد عرضه لفترة قصيرة فيرى اقبال الناس عليه فاذا كان كبيراً هنا سوف تخدم المعلن لانه متأكد ان الكثير من الناس سوف يشاهدون هذا الاعلان وهنا هو لايخدم المسلسل فقط وانما يخدم المعلن ايضاً..
* الفنان سعد محسن يقول:هي ظاهرة تجارية اكثر ماتخدم المسلسل فنحن لانستطيع ان نقول للقناة الفضائية ان تمنع عن عرض الاعلانات داخل المسلسل لانه من حقها فهي اشترت المسلسل وهنا يكون من حقها ان تأخذ مبالغ من اجل اظهار الاعلان مرة او مرتين اثناء عرضه لكن الخطا هو ان يقطع المسلسل في وقت مهم او حدث مهم، فهم يحاولون ان يفصلوا المسلسل في اوقات مؤثرة لكن في النهاية اعتقد من حق القناة الفضائية ان تعلن داخل المادة التي اشترتها..
* واخيراً حدثنا مشعل عذاب:نعم تخدم المسلسل انتاجياً وتخدم الناس اصحاب رؤوس الاموال لانهم ايضاً يريدون المشاركة من اجل الترويج عن بضائعهم داخل المسلسل وهم بهذا يشاركون بالانتاج الفني.. اما بالنسبة للمشاهد فأنه ينزعج من هذه الظاهرة وخصوصاً اذا كان المسلســـل جميلاً وله شعبية بين الناس.
استطلاع ـ شيماء الشمري