عناصر «داعش» يلجؤون للانتحار هربا من مصيرهم المحتوم
27/05/2014 05:53
احكمت القوات الامنية المشاركة في حملة تطهير الفلوجة قبضتها بشكل تام على جميع مخارج ومداخل المدينة، في خطوة تهدف الى قطع اوصال امدادات "داعش" لاسيما عقب السيطرة على الجسور والطرق السرية المؤدية الى المناطق المجاورة للفلوجة، التي استخدمها الارهابيون كملاذات لنقل المؤن والسلاح والذخيرة لافراد "داعش" الذين لجأ العديد منهم مؤخرا "للانتحار" بغية الخلاص من الضربات العسكرية الماحقة، وللهرب من المصير المحتوم الذي بات معروفا لتلك الجماعات الاجرامية.

وبينما افادت معلومات امنية من داخل الفلوجة عن حصول انهيار كبير بين صفوف المجلس العسكري الارهابي، وحدوث انشقاقات بين عناصره، كشفت مصادر اخرى عن تمكن الأجهزة الأمنية من زج عناصر استخباراتية بين المجاميع الارهابية في الأنبار لرفد الجهات العسكرية بالمعلومات الوافية عن نوايا الارهابيين.

ويأتي ذلك في وقت اعلنت فيه وزارة الدفاع سيطرتها التامة على منطقة الهياكل بعد معارك استمرت خمس ساعات، في حين تمكنت القوات العسكرية من قتل العشرات من افراد "داعش" بينهم تسعة قناصين وقائد حركة شباب الفلوجة الارهابية، فضلا عن الاستيلاء على العديد من الاجهزة والمعدات التي استخدمها الارهابيون.



انتحار أفراد «داعش»



وعقب الحصار الخانق الذي فرضته القوات الامنية على الارهابيين في الفلوجة، لجأ العديد من عناصر "داعش" الى الانتحار هربا من المصير المحتوم لهم، وهي الصورة التي تدلل ايضا على الانكسار الكبير للمعنويات، والخذلان الذي بات يلف الارهابيين في عموم الانبار.

حيث اكد مجلس انقاذ الفلوجة عثوره خلال الاسابيع الثلاثة الماضية على 32 جثة لعناصر داعش الارهابية انتحروا بطرق مختلفة .

وقال عضو المجلس علي الدليمي لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" إن " 32 ارهابيا داعشيا غالبيتهم من العرب والشيشانيين والافارقة وجدوا في الانتحار مفرا لهم من الهزيمة المتوقعة على يد القوات الامنية وابناء العشائر".

وكانت مصادر من داخل الفلوجة، افادت بحصول انهيار كبير داخل المجلس العسكري الارهابي، وحصول انشقاقات واسعة بين صفوفه.

فقد اعلن مجلس انقاذ الفلوجة عن انسحاب 100 عنصر من قيادات مايسمى بالمجلس العسكري في الفلوجة.

وقال عضو المجلس بركان العبيدي لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" إن "المجلس العسكري يعاني من انشقاقات عديدة هذه الايام لاسيما عقب انسحاب اكثر من 100 عنصر قيادي اغلبهم من اهالي الفلوجة ".

واشار إلى أن " القوة الوحيدة التي بقيت تحارب في الفلوجة هي "داعش" التي اغلب عناصرها من العرب وعدد قليل من ابناء العشائر ورجال الدين المستفيدين من تواجدها في المدينة ".



اختراق صفوف الإرهابيين



وبهدف اتمام السيطرة الكلية على العناصر الارهابية، تمكنت القوات الامنية من زج عناصر استخباراتية بين صفوف الجماعات المسلحة في الفلوجة وعموم الانبار، وهي الخطوة التي مكنت من التعرف على طبيعة تحركات الارهابيين، والنوايا الخبيثة التي يعتزمون القيام بها.

رئيس الصحوات وسام الحردان، اكد لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" أن " الأجهزة الأمنية لديها عناصر استخبارية متوغلة داخل المجاميع الارهابية في الأنبار والجهة الغربية من البلاد ".

الى ذلك، أكد رئيس مجلس انقاذ الأنبار حميد الهايس، أن "داعش" بات يسيطر على 80 مسجدا في الفلوجة.

ودعا الهايس في تصريح لـ " المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي "جميع أبناء العشائر في أطراف الفلوجة الى مساندة الأجهزة الأمنية لغرض اجتثاث داعش"



السيطرة على الهياكل



وفي اطار الخطة العسكرية الرامية الى قطع طرق امدادات "داعش" وعزل الفلوجة عن محيطها الخارجي، اقدم ابطال القوات المسلحة على خوض معارك ضارية تمكنوا خلالها من تحرير مناطق الهياكل في الفلوجة بشكل تام.

فقد أعلنت وزارة الدفاع، سيطرتها الكاملة على المنطقة في عملية استغرقت "خمس ساعات".

وقالت الوزارة في بيان صحفي على موقعها الالكتروني: إن "قواتنا البطلة المتمثلة بالفرقة الأولى اللواء الثاني والفرقة التاسعة اللواء السادس والثلاثين تصدت لهجوم إرهابي في منطقة الهياكل".وأشار البيان إلى أن "القوات كبدت العدو خسائر فادحة في معركة استمرت خمس ساعات، وكانت حصيلتها تدمير أربع عجلات مفخخة وعجلتين تحملان احادية وبلدوزر مفخخ".وأوضحت الوزارة أن "العملية تمت بناءً على ورود معلومات استخباراتية من المصادر الموثوق بها ومن أهالي المنطقة حول نية إرهابيي "داعش" بالهجوم على منطقة الهياكل وعبر محاور هي النعيمية الشهداء والسلاميات ومنطقة البساتين".

وعاهدت الوزارة "أبناء الشعب على أن القوات المسلحة تقف على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم إرهابي" مؤكدة "سيطرتها الكاملة على منطقة الهياكل".



نجاحات أمنية



في غضون ذلك، اعلنت القوات الامنية مقتل تسعة قناصين يعملون مع "داعش" في الفلوجة بينهم اثنان من العرب في عملية امنية نوعية نفذت في حي العسكري.وقالت مصادر امنية رفيعة المستوى لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" إن " تسعة قناصين تمكنت القوات الامنية من قتلهم بعملية نوعية فضلا عن مقتل الارهابي مهند الفهداوي قائد ما تسمى بـ "حركة شباب الفلوجة الارهابية" خلال عملية نوعية استهدفت منزله .بدورها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في محافظة الأنبار، عن مقتل 10 ارهابيين وتدمير سبع سيارات تابعة لهم في المحافظة.وقالت قيادة العمليات في بيان صحفي: إن "قوة من العمليات المشتركة في الأنبار نفذت، ظهر امس ، عملية أمنية في منطقة الفلاحات أسفرت عن قتل عشرة ارهابيين من "داعش" وتدمير سبع سيارات تابعة لهم بعضها كانت تحمل أحاديات.الى ذلك، قال قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير الزيدي إن قوات الجيش دمرت في قاطع المسؤولية على امتداد سلسلة جبال حمرين 9 معسكرات لعناصر"داعش" الارهابي. واضاف الزيدي لـ"المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي" أن "قوات الجيش متواصلة بضرب معسكرات ومخابئ العناصر الارهابية بقوة في سلسلة جبال حمرين، بناءً على المعلومات الاستخبارية، وبعمليات أمنية نوعية استباقية".وأوضح الزيدي أن "قيادة عمليات دجلة خططت لانهاء تواجد جميع المنطلقات والقواعد التابعة لعناصر "داعش" في قاطع المسؤولية في ديالى وكركوك".