أبدا تطوف مشارقاً ومغاربا
بغداد - الصباح
انطلقت صباح الخميس الماضي، فعاليات مهرجان الجواهري في نسخته الثامنة، الذي ينظمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب تحت شعار،(أبدا تطوف مشارقا ومغاربا)،جلسة الافتتاح حضرتها شخصيات سياسية وثقافية ،السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، الوكيل الأقدم في وزارة الثقافة جابر الجابري، وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي،الأستاذ مهدي الحافظ،النائبة صفية السهيل وحضور بهي للشعراء والمثقفين ووسائل الإعلام .قدم جلسة الافتتاح الشاعر عمر السراي، كانت مقدمته مايشبه القصيدة عن الجواهري وسمو قامته الشعرية، وطنيته وتقصيرنا المستمر باستحقاقه الأدبي والتاريخي، ثم ألقى الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب كلمته التي أوضح فيها أن المهرجان يعد مظلة عامة للثقافة العراقية وليست حصرية بالجواهري وشعريته، كما أوضح أن المهرجان لم يتلق دعما ماديا رسميا يليق بنشاط أدبي حفر موقعه المهم في خريطة الحراك الثقافي العراقي، مثمنا الدعم الذي تلقاه الاتحاد من لدن وكيل وزارة الثقافة فوزي الأتروشي وكذلك محافظ بغداد د. صلاح عبد الرزاق، شكر حضور الشعراء من العراق قاطبة، وكذلك الشعراء الكرد تحقيقا للوحدة الوطنية، قائلا في إشارة إلى الوعي الذي يمتلكه المثقفون (إننا موحدون من اجل العراق الجديد) وعرج ثامر إلى الدور الذي يتوق أن يؤديه المثقفون في سبيل بناء العراق الجديد، فهم واجهة الأمة، حين تسافر إلى دول العالم لايسألك الأجانب عن جنرالات بلادك، بل عن مبدعيها، لكن المثقفين هنا مازالوا مهمشين، والسياسي هو من يصنع هذا التهميش، نحن لا تسمح كرامتنا لنا أن نتسول من اجل إقامة مهرجان... ولن نبيع أقلامنا ، حتى إن جعنا وتعرينا .
وأضاف ... نحن نمر بمرحلة حرجة، انسحاب القوات الأميركية، لذا يجب أن لانسمح لأي التفاف على مكتسباتنا مابعد 2003، لذا أدعو الجميع أن يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية، ويفكروا بمصلحة الوطن ... نطالب بالاعتراف بمكونات الثقافة العراقية، لامشروع ديمقراطيا بدون ثقافة كما أضاف... نريد دعما ماديا حسب تشريعات وقوانين الدولة لا على شكل هبات يمنحها هذا المسؤول أو ذاك، كما طالب فاضل ثامر ضرورة تفعيل مشروع المجلس الأعلى للثقافة، لم غيبت هذه الفكرة، وهي التي كما رسم لها أن تكون وتنفذ تخدم الثقافة العراقية،ومن ثم ألقى فوزي الأتروشي كلمة وزارة الثقافة استذكر فيها الجواهري رفيق درب أيام المعارضة في الخارج ضد الدكتاتورية، قائلا:(تبقى أيها الجواهري العظيم في الداخل والخارج رمزا موحدا يجمعنا، نستحضر بك ذاكرة وطن بأكمله )فالجواهري كما يضيف الأتروشي شاهد عيان على ماضينا وسيبقى نافذة على المستقبل، يذكرنا دائما بعراقيتنا ، وتؤسس أشعاره للوحدة الوطنية، ولفرط إجلالنا له شيدنا هناك في اقليم كردستان تمثالين له في السليمانية وأربيل، الأتروشي أضاف بتأثر، هوالآن يرقد بعيداعن العراق وتلك منقصة، لذلك نحيي قرار لجنة مشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية بضرورة إعادة رفات الجواهري ومصطفى جمال الدين إلى أرض النجفالأتروشي تطرق الى أهمية تسمية هذه الدورة باسم الشاعر عبد الله كوران ، وبذا يتحد مع الجواهري في إعلاء شأن الوحدة الوطنية ثقافيا.ومن ثم ألقى د. كفاح الجواهري كلمة عائلة الجواهري، حيث أبان أن ماأراد قوله،قيل من قبل من سبقوه، لكنه أوضح بإيجاز أن العراقيين ممن لاتتجاوز أعمارهم أربعة عقود يجهلون الجواهري، هناك تعتيم وتجهيل للجواهري، يضاف إليهما الافتراء عليه في حياته ومماته، كما لا أعتقد أن يوما واحدا في كل سنة كاف لإعادة غرس كل ما حمله الجواهري في كيانه للشعب، للوطن للدولة ، لدجلة ، للفرات ... كان يحس بدقة بمشاعر العراقيين، لذا بقيت قصائده خالدة، وماقاله قبل ثمانين عاما أو ستين تنطبق على حالنا اليوم، لانه عاش وأحس نبضات هذا المجتمع وما يعانيه من فرسانه ومن كرسي السلطة.
ثم ألقى الفنان عبد الستار البصري قصيدة (المحرقة )للجواهري :
أحاول خرقا في الحياة فما اجرا
وآسف أن أمضي ولم أبق لي ذكرا
ويؤلمني فرط ابتكاري بأنني
سأذهب لا نفعا جلبت ولا ضرا

ومن ثم انطلقت القراءات الشعرية،مستهلة بقصيدة للشاعر محمد حسين آل ياسين (الفجر المكتهل ):
ياومضة ولدت يوما على جمري
كل النجوم بها حبلى من الأزل
ثم أعقبته الشاعرة الكردية مهاباد قرداغي، ألقت نصوصا بالكردية والعربية، كانت نصوصها عبارة عن ومضات للوطن، الحب ومآسي الإبادة الجماعية، التي تعرض لها العراقيون عامة ومن ضمنهم الكرد-حلبجة مثلا .
ومن ثم قرأ الشاعر موفق محمد قصائد جارحة نالت تـأثر الجمهور بها منها قصيدة( لاحرية تحت نصب الحرية ):
بكى صاحبي ملسوعا من هذا
الضيم العاصف في الناس
فلا حرية تحت نصب الحرية
ولاخمرة في كاس أبي نواس
أعقبه شاكر مجيد سيفو نصوصا قصيرة قال في أحدها:
جسدك كله شامات
ضاقت أو ضيقت على شفتي
فلم أعرف أين أقبلك؟
ومن ثم قرأ بعده كاظم الحجاج قصيدة بعنوان (أتركتها حقا )أهداها إلى أصدقائه الين ماتوا من شيخوخة الوطن لا شيخوختهم، أعقبته آمنة محمود بقصيدة مؤثرة عن الوطن عنوانها (فصام البنفسج) مهداة (إلى أبي عراق):
ما أينعت حدائق الأعناق
فعلام القطاف ياعراق ؟!
ومن ثم قرأ الشاعر المغترب عبد الكريم كاصد مقاطع من قصيدة(مرثية الى الجواهري ):
في الاحتفال رأيتهم يتسابقون إلى المنصة
كان أولهم كآخرهم
وكانوا يقطعون الليل
بالتصفيق
كانوا يقسمون على المصاحف
أنهم شجر وأن الآخرين الريح ،
ثم استمرت القراءات لشعراء آخرين،جاسم بديوي وسلمان الجبوري