أمر النبي صلى الله عليه و آله عليا عليه السلام بتغسيل أبي طالب عليه السلام و تجهيزه، خرجه جماعة من علماء أهل السنة من تقدم.
"منهم" ابن دحلان في اسنى المطالب "ص 27 طبع ثاني" و في السيرة النبوية "ج 1 بهامش ج 1 ص 96" من السيرة الحلبية طبع مصر سنة 1329، قال: روى أبو داود و النسائي و ابن الجارود و ابن خزيمة
عن علي رضي الله عنه قال لما مات أبو طالب أخبرت النبي صلى الله عليه "و آله" و سلم بموته، فبكى، و قال: اذهب فاغسله و كفنه و و اره غفر الله له و رحمه، قال: و انما ترك الصلاة عليه لعدم مشروعية صلاة الجنازة يومئذ.
"قال المؤلف": ليس في السيرة النبوية ما زاده في طبقات ابن سعد في آخر الحديث، و هو من زيادة المحرفين بل نقص منه بعض ألفاظ الحديث الذي فيه دلالة على علو مقام أبي طالب عليه السلام، و إليك نص ألفاظ الحديث برواية السيد فخار بن معد الموسوي في "الحجة على الذاهب ص 67 طبع أول" قال عليه الرحمة: و مما رواه نقلة الآثار و رواة الاخبار من فعل النبي صلى الله عليه و آله، عند موت عمه أبي طالب رحمه الله و قوله اللذين يشهدان بصحة إسلامه و حقيقة إيمانه، ما حدثني به مشايخي أبو عبد الله محمد بن إدريس، و أبو الفضل شاذان بن جبرئيل و أبو العز محمد بن علي الفويقي رضوان الله عليهم بأسانيدهم إلى الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن نعمان رحمه الله يرفعه، قال: لما مات أبو طالب رحمه الله أنى أمير المؤمنين علي عليه السلام النبي صلى الله عليه و آله، فاذنه بموته، فتوجع توجعا عظيما، و حرن حزنا شديدا ثم قال لامير المؤمنين "علي بن أبي طالب عليهما السلام": أمض يا علي فتول أمره و تول غسله و تحنيطه، و تكفينه، فإذا رفعته على سريره فاعلمني ففعل ذلك أمير المؤمنين عليه السلام: فلما رفعه على سريره اعترضه النبي صلى الله عليه و آله، فرق و تحزن، و قال: وصلتك رحم، و جزيت خيرا يا عم، فلقد ربيت و كفلت صغيرا، و نصرت و آزرت كبيرا، ثم اقبل على الناس، و قال، أم و الله لاشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين أي الانس و الجن "ثم أخذ السيد في شرح الحديث الشريف و قال": هذا الحديث يدل على إيمان أبي طالب رحمه الله من وجهين "أحدهما" أمر النبي صلى الله عليه و آله لامير المؤمنين عليه السلام أن يفعل به ما يفعل باموات المسلمين من الغسل و التحنيط و التكفين دون الجاحدين من أولاده "و هما طالب و عقيل" إذ كان من حضره منهم سوى أمير المؤمنين عليه السلام إذ ذاك مقيما على الجاهلية، و لان جعفرا عليه السلام كان يومئذ عند النجاشي ببلاد الحبشة (41).
و كان عقيل و طالب يومئذ حاضرين و هما مقيمان على خلاف الاسلام، و لم يسلم أحد منهما بعد، فخص صلى الله عليه و آله أمير المؤمنين عليه السلام بتولية امر أبيه لمكان إبمانه، و لم يتركه لهما لمباينتهما له في معتقده، و لو كان أبو طالب مات كافرا لما أمر رسول الله صلى الله عليه و آله، أمير المؤمنين عليه السلام بتولية أمره لانقطاع العصمة بين الكافر و المسلم، و لتركه كما ترك عمه الآخر أبا لهب و لم يعبأ بشأنه و لم يحفل بأمره، و في حكمه صلى الله عليه و آله لامير المؤمنين عليه السلام بتولية امره و إجراء أ حاكم المسلمين عليه من الغسل و التحنيط و التكفين و الموازرة من دون طالب و عقيل شاهد صدق على اسلامه "ع".
"قال السيد عليه الرحمة" " و الوجه الآخر " قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم، وصلتك رحم، و جزيت خيرا، و وعد أصحابه له بالشفاعة التي تعجب بها أهل الثقلين، و مولاته بين الدعاء له و الثناء عليه و كذلك كانت الصلاة على المسلمين صدر الاسلام حتى فرض الله صلاة الجنائز، و بمثل ذلك صلى النبي صلى الله عليه و آله، على خديجة رضي الله عنها.