"و في السيرة الحلبية "ج 1 ص 382" قال: و في لفظ عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله: إذا كان يوم القيامة شفعت لابي، و أمي، و عمي أبي طالب، وأخ لي في الجاهلية "يعني أخاه من الرضاعة و هو ابن حليمة السعدية".
"قال المؤلف" ثم خرج حديثا آخر، و قال: و في لفظ آخر شفعت في أبي و أمي و عمي، أبي طالب، وأخي من الرضاعة "يعني من حليمة السعدية" و لا يخفى أن الشفاعة تكون يوم القيامة لامور و ليست مختصة لطلب المغفرة فقط بل تكون لرفع الدرجات، و مقصود النبي صلى الله عليه و آله من الشفاعة لابيه و أمه و عمه لرفع الدرجات لا لطلب المغفرة فانهم عليهم السلام كانوا مؤمنين موحدين و ماتوا على ذلك و انما يشفع لهم ليكونوا معه و في درجته، و شفاعة النبي صلى الله عليه و آله و سلم مقبولة نافعة لمن شفع له سواء كان من أرحامه أو لبعيد منه، و ينال المقام الرفيع في الجنة بذلك.
"و في ذخائر العقبى" لمحب الدين الطبري الشافعي "ص 6" قال روي عن جابر بن عبد الله قال: كان لآل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خادم تخدمهم يقال لها بريرة، فلقيها رجل فقال لها: يا بريرة غطي شعيفاتك فان محمدا صلى الله عليه و آله و سلم لن يغني عنك من الله شيئا قالت: فاخبرت النبي صلى الله عليه و آله و سلم فخرج يجر رداءه محمارة وجنتاه، و كنا معشر الانصار نعرف غضبه بجر ردائه و حمرة وجنتيه، فاخذنا السلاح ثم أتينا فقلنا: يا رسول الله مرنا بما شئت، و الذي بعثك بالحق نبيا لو أمرتنا بآبائنا و أمهاتنا و أولادنا لمضينا لقولك فيهم، ثم صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله، قال نعم، و لكن من أنا؟ قلنا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف، قال صلى الله عليه و آله: أنا سيد ولد آدم و لا فخر، و أول من ينفض التراب عن رأسه و لا فخر، و أول داخل الجنة و لا فخر، و صاحب لواء الحمد و لا فخر، و في ظل الرحمن يوم لا ظلا إلا ظله و لا فخر، ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع؟ بل تنفع حتى تبلغ حكم و حاء و هم إحدى قبيلتين من اليمين اني اشفع فاشفع حتى أن من اشفع له ليشفع فيشفع، حتى ان إبليس ليتطاول طمعا في الشفاعة "أخرجه ابن البختري".
"و خرج فيه ايضا ص 7" ما تقدم نقله عن ابن عمر من كتاب السيرة الحلبية "ج 1 ص 382" و لفظه يساوي لفظه، و قال: أخرجه تمام الرازي في فوائده "و هو قوله صلى الله عليه و آله" إذا كان يوم القيامة شفعت لابي و أمي و عمي أبي طالب.
وأخ لي في الجاهلية.