من المشرفين القدامى
المدد ياعلي
تاريخ التسجيل: June-2013
الدولة: ♥ iЯắQ ♥
الجنس: ذكر
المشاركات: 16,534 المواضيع: 4,408
صوتيات:
1
سوالف عراقية:
0
مزاجي: இ qúỉэt இ
المهنة: ☼ CŀVịŀ ŞẹŖΰĄnT☼
أكلتي المفضلة: ◕ fłşĦ ◕
موبايلي: ღ ĜắĽАxỴ ѕ3 ċ7 ღ
آخر نشاط: 3/September/2022
الاتصال:
الـ «سي آي أي» استخدمت «دكتور زيفاجو» سلاحا أدبيا خلال الحرب الباردة
الـ «سي آي أي» استخدمت «دكتور زيفاجو» سلاحا أدبيا خلال الحرب الباردة
ترجمة - نجاح الجبيلي
تفضح اكثر من 100 وثيقة مكتشفة حديثاً في الولايات المتحدة، كيف أن وكالة الاستخبارات الأميركية(سي آي أي) طبعت نسخاً عديدة باللغة الروسية لرواية بوريس باسترناك "دكتور زيفاجو" خلال الحرب الباردة ، في محاولة لنشر الفوضى بين المواطنين الروس.
قصة حب ملحمية
وتظهر وثائق ( السي آي أي) تفاصيل خادعة عن الطريقة التي طبعت بها (السي آي أي) رواية باسترناك بالروسية - وهي قصة حب ملحمية عن حياة ورومانسيات الطبيب والشاعر يوري زيفاجو- ، ثم وزعتها بين المواطنين السوفيت في أواخر الخمسينيات. وقد حصل عليها "بيتر فن" و"بترا كوفي"، مؤلفا الكتاب الذي يصدر في حزيران المقبل بعنوان "قضية زيفاجو". يوضح الكتاب كيف أن باسترناك فكر بأن روايته لن تنشر أبداً في الاتحاد السوفيتي، لأن السلطات تنظر إليها كونها " تهجماً مطلقاً على ثورة 1917"، لهذا أعطاها إلى دار نشر إيطالية ومن هنا أخذت طريقها إلى النشر في الغرب.
وفي مقتطف من الكتاب نشر في صحيفة واشنطن بوست، أوضح المؤلفان كيف أن (السي آي أي) قدرت قيمة الرواية كسلاح أدبي في الحرب الباردة.
قيمة دعائية
وما جاء في إحدى الوثائق، التي بلغت أكثر من 130 وثيقة مصنفة حديثاً للـ"سي آي أي:" هذا الكتاب له قيمة دعائية كبيرة، لا بسبب رسالته الجوهرية وطبيعته المثيرة للفكر فحسب، بل أيضاً بسبب ظروف نشره: لدينا الفرصة في جعل المواطنين السوفيت يتساءلون عن مشكلة حكومتهم مع عمل أدبي رائع، كتبه رجل يعد من أكبر الكتاب الروس الأحياء، ومع ذلك فهو غير متاح للقراءة من قبل الشعب في موطنه وبلغته الخاصة".
وتصرّح وثيقة أخرى كتبها جون موري، مدير قسم روسيا السوفيتية، في تموز العام 1958 بأن " رسالة باسترناك الإنسانية – بأن كل فرد مؤهل لحياة خاصة ويستحق الاحترام ككائن بشري، بغض النظر عن ولائه السياسي أو مساهمته في الدولة- تضع تحدياً لأخلاقيات السوفيت في تضحية الفرد من أجل النظام الشيوعي".
صرخة من أجل الحرية
تكشف الوثائق أن وكالة الاستخبارات الأميركية نشرت طبعة بغلاف صلب باللغة الروسية لرواية "الدكتور زيفاجو" في هولندا طبعة ورقية مصغرة في مقراتها الخاصة – متأكدة من أنّ "أيدي الحكومة الأميركية لا يمكن أن تظهر فيها بأي طريقة". بعد ذلك وضعت نسخاً بين أيدي المواطنين السوفيت في المعرض العالمي المنعقد في بروكسل العام 1958 بينما مرّر النسخ المصغرة "عملاء ومسؤولون في الغرب اتصلوا بالسائحين الروس ".
ويكتب "فِن" و"كوفي" في مقتطف الكتاب المنشور في صحيفة الواشنطن بوست بأن السي آي أي" أتاحت خطوط إرشاد محكمة لعملائها عن كيفية تشجيع السائحين الغربيين على التحدث عن الأدب و"دكتور زيفاجو" مع المواطنين السوفيت الذين ربما يلتقونهم".
وتوضح مذكرة كتبت العام 1959:" إننا نشعر بأن "دكتور زيفاجو" هي نقطة انطلاق ممتازة للحديث مع السوفيت عن الثيمة العامة للشيوعية مقابل حرية التعبير. أن الرحالة يجب أن يستعدوا لمناقشة السوفيت الذين يحتكون بهم، لا الثيمة الرئيسة للكتاب نفسه – الصرخة من أجل الحرية والكرامة للفرد- فحسب بل أيضاً ورطة الفرد في النظام الشيوعي".
نوبل للآداب 1958
ترى إحدى المذكرات الداخلية التي كشفها "فِن" و"كوفي" بأن وكالة الاستخبارات الأميركية تنصح بأن رواية "دكتور زيفاجو" "يجب أن تطبع بأقصى عدد من الطبعات الأجنبية وبأقصى توزيع في العالم الحر مع الاعتبار والتقدير لمثل هذا العمل المشرّف كجائزة نوبل". وكان باسترناك قد منح جائزة نوبل للأداب في العام 1958 "لإنجازه المهم في كل من الشعر الغنائي المعاصر وفي حقل التقليد الملحمي الروسي العظيم". وقبلَ بالجائزة إلا ان السلطات في روسيا أجبرته بعد ذلك على رفضها حسب قول لجنة نوبل للأداب.
تقول فرانسس ستونور سوندرز، مؤلفة كتاب:"منْ يدفع لعازف المزمار: وكالة الاستخبارات الأميركية والحرب الثقافية الباردة" بأنّ الوكالة نشرت ووزعت آلاف الكتب في أثناء فترة الحرب الباردة، بضمنها رواية "دكتور زيفاجو"، وهي الحقيقة التي ظلت معروفة لمدة طويلة "لكن الفرق الآن أن السي آي أي وافقت على التحدث إلى كاتبين وحذفت من التصنيف 130 وثيقة قالت أنها الملف بأكمله".
وتبحث "سوندرز" عن التوقيت الذي اتخذت فيه الوكالة القرار بالحديث- قائلة" إنها تعمل بصورة ممتازة من أجل السياسة الخارجية الأميركية كي تطلق هذه القصة الآن" ووجهت النقد لـ"فِن" و"كوفي" بسبب فشلهما في عنونة رواية "دكتور زيفاجو" نفسها.
تقول:" ثمة سؤال كبير يدور حول الرواية – كان باسترناك يكتب تماماً بشكل مدروس محاولاً أن يضع نفسه سليلاً لدوستويفسكي وتولستوي. كان يحاول أن يكتب رواية روسية عظيمة، ومازال السؤال:" هل نجح في ذلك" قيد المناقشة" وتضيف:" العديد سوف يدلون على أنها فعلاً رواية مملة جداً- كثير من الناس لم يستطيعوا قراءته للنهاية. وثمة سؤال آخر أيضاً حول الكيفية التي يمكن أن توضع بها كرواية ضد السوفيت- وهذا نوع من الدعاية". وتواصل القول بأن باسترناك ليس منشقاً ضد السوفيت. " كان حقاً في موقع متضارب. فستالين يدعوه ساكن الغيوم".
تقول:" أظن بأن الغرب، وباسم الأهداف الأفضل، فعل بالضبط ما يرغب به مع بوريس باسترناك. ولم يكن معنياً بمصيره أو أمنه أو حريته- فقد وضع سرجاً خشناً فوق ذلك، من خلال تكهنات السي آي أي".