لاتَسـأل عن أصحَاب الجرح القديم
ولا تتفقد في عيني أطياف مُهاجرة
لاتُدهشك الثقوب الّتي سَتفاجئك كُل مرة
حين تنقب جَوفَ قلبي !
لا تُحاصرني بآحآديثكَ التي تُشبه الشَتات البَعيد
لا تعتَد على خُطوات تَقودك إلى صَومَعتي المُهترئة
وحينَ تشعُر فيما بعد أن ليالي الصَمت تُشهبك كثيراً .. ستـُدرك
كَم من الكَلمات هي منافي عَابره !
ستحمُلك الأيـام على جنـاح فراشة مرة , ثم تجعَلك أسير
دائرةَ لاتبرحَها مرة أخرى
و ستُريك كيف أنّ الأحباب يغيبون , وَينسون الأبواب الّتي
نقِف خلفَها " إنتظاراً لـهم" !
سَيجيئك الفـرحُ باهتاً , لأن من كَان ينشُده مَعك قد إلتهَمه الغياب !
ستشعُر في ليالي عديدة , أنكَ تحتاج إلى صَناديق تودع بها بُكاءك
وأوجـَاع أصدقاءِك
وَستضحك "بخيبه" حين تُتلى عليـك أعذار الّذين تَخلفوا عَنك ساعة
اللقـَاء , ونَسوك ذابـلاَ !
سيجيئك أصحابُ كثر .. وَستحتار .. أي مِنهم يُشـبه صاحبك الذي غـادر ,
فـ تُحبه بقدر محبته !
وَستتَذكر العـَابرالذي إيبتسَم لِقـلبك ببهجة , ثم وضعَ في كَفك عصفورُ يتيم
ورحل , بعد أن وشم على قَلبك : بِ وجهِه ورآئحته !
ستـُقبل يد أمُك كل يوم , كَي تخصُك وحدكَ بدعـاء يملأ قلبك بعده
فرحاَ , وأملاَ !
ستنَام بأحلام كثيرة , وتصحُـو بآوهام أكثر
وستتذكر حينها : كم من الإرهاق نَصبته في طَريقي دون أن تعلم !
ستُخبرك بعثرة السنين أن الأيام لا تتعَمد أن تقتَرف بنا الأحزان,
ولاتتهكم علينا , كما نظن حين يبلغ بنا الياس مبلغاً
نحنُ فقط . . نُحاول أن تتفهم الأيام قلوبـنا , وأن تأتي وفق حالاتنا !
يسوئنا يا صاحبي أن نَسير في مَمرات الوِحشه , وحدُنا . . دون تلك الآروآح
التي تغفو على أكتافنا دون أن نُفكر في إزاحتِها !
يسوئنا أن تمر علينا الأيام والأسابيع ونَحن : حيَارى ومُنهكون !
ويسوئنا أكثر حين نَستيقظ صباحاَ ونشاهِد الأماكن فارغه إلا منّا !
وحين تستَحضرهم ذاكرتُك , ستُعيد فتح حِكـاياتك العارية أمام رياح الشِتاء
وَسيُراودك شُعور يهبِـط على روحك المُبلله بالوجع , فَ يصِّيرها
أوطان من الحنيـن , لكِنَّ شيئاً ما في داخلك " سيبكِي بصخب !
وأنا . . سَأرتدي وجوهَ رافقتني طَويلا , وسأخَاطِبها بـ لُغة الغياب المُنهكه
وسأعانقُها كُلما ردد أسمائهم المَارين من حولي ,
أنا لا أفقه شيئاً في الفُـقد , ولا أعرِف كيف أحصي عَدد سِنين الغياب
ولا أعـرف من أي شُرفة جائت قِطـع الليل ,
وكبّلت قلبي بِمأساةِ الإنتظار !