خسر ريال مدريد مباراته أمام أتلتيكو مدريد 1-0 حتى الدقيقة 94، وذلك قبل أن ينقذ سيرجيو راموس الأمور ويصلحها برأسية ستظل خالدة في التاريخ المدريدي، ليستعيد بعدها الفريق الملكي السيطرة ويحسم اللقب بفوز كبير.
الصحفي الإسباني ميجيل جارسيا كان قد طرح كتاباً عن كارلو أنشيلوتي بعنوان "أنشيلوتي .. الفوز ببساطة"، ذلك الكتاب شرح فيه مبادىء نجاح المدرب الإيطالي وأفكاره، والتي كان أهمها جعل كل الأمور بسيطة وواضحة مع الجميع، لكن أنشيلوتي لم يلتزم بهذا المبدأ اليوم فكاد أن يضيع الحلم الذي أحياه بيديه هذا الموسم.
المدرب الإيطالي خالف مبادىء كرة القدم البسيطة التي تقول بأن اللاعب الجاهز يلعب، وأن الشيء الذي اعتاده الفريق يجب أن يستمر من دون تغيير في أوقات حرجة، لكنه دفع بلاعب غير جاهز في البداية وهو سامي خضيرة، كما أنه غير شكل اللعب بشكل غير مباشرة بدفعه الألماني قاطع الكرات قليل الجودة على الكرة ليصبح لدى الفريق معد لعب واحد هو لوكا مودريتش، في حين كانت العادة دوماً وجود تشابي الونسو إلى جانبه.
ضعف أداء سامي كقاطع كرات ولاعب يعطي القوة البدنية في الملعب، إضافة إلى ضعفه في تحضير اللعب جعل مودريتش كالأسير في ضغط أتلتيكو مدريد، كما أن مشاركة بنزيما المصاب ساهم بشكل واضح في عدم وجود ضغط على تحضير أتلتيكو المتأخر، في حين أن موراتا رغم عدم تقديمه شيئاً هجومياً قدم مردوداً ممتازاً في الضغط والإزعاجات.
هدوء أعصاب أنشيلوتي أنقذه من نسيانه أهم مبادئه، فالفريق عاد في الدقيقة الأخيرة، وفرض كلمته في النهاية، ثم عرف المدرب الإيطالي كيف يتعامل في ظل قوة أعصابه التي تفوق فيها على سيميوني مع الظروف الصعبة، وخطف اللقاء في النهاية.
على الجانب الأخر، يجب الإشادة بعمل دييجو سيميوني طوال التسعين دقيقة الأصلية قبل الانهيار العصبي، فهو ملك توزيع المهام بلا منازع، كل لاعب يعرف المطلوب منه، توزيع المهام هذا بعملية الضرب للخصوم، فكم هي مفاجأة أن لا يتعرض لاعبوه لبطاقات حمراء رغم لعبهم البدني، فهم يوزعون فيما بينهم حتى في البطاقات الصفراء.
في النهاية كان لا بد من منتصر اليوم، وكان المدربان يستحقان اللقب، فما فعله سيميوني أسطوري، وما فعله أنشيلوتي سيخلد في التاريخ إلى الأبد.