أبرز نقاط قوة وضعف ريال مدريد وأتلتيكو مدريد قبل نهائي لشبونة.
تأهل فريقا ريال مدريد وأتلتيكو مدريد للمباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا، المقرر إقامتها يوم 24 مايو الجاري على ملعب "النور" بالعاصمة البرتغالية لشبونة، وعلى الفور بدأت الصحف ووسائل الإعلام في التكهن حول هوية البطل، فأجرت صحيفة "ماركا" المدريدية استفتاءً للرأي جماهيرياً، جاءت نتيجته بنسبة 60.3% لصالح ريال مدريد، كما لجأت صحيفة "أس" المدريدية للتاريخ، الذي أنصف ريال مدريد هو الآخر، حيث أن تاريخ النهائي يتصادف مع تاريخ فوز "كارلو أنشيلوتي"، مدرب ريال مدريد، كلاعب باللقب الأوروبي عام 1989، وكذلك فاز ريال مدريد في نفس التاريخ عام 2000 بلقبه الأوروبي الثامن والمنافس كان فالنسيا الإسباني، إلا أن هذه التوقعات والتكهنات لا تعدو كونها دعابات ودروب للتفاؤل والتشاؤم، فكرة القدم لا تعترف إلا بالأداء في الملعب والاستفادة من نقاط القوة لدى كل فريق.
ريال مدريد
نقاط القوة
- الهجوم الكاسح
يمتلك الفريق الملكي هجوماً رهيباً بالمعنى الحرفي، حيث استطاع تسجيل 100 هدفاً في الدوري الإسباني (حتى مباراة فالنسيا) إضافة إلى 37 هدفاً في المباريات الماضية في أدوار دوري الأبطال، وهو الهجوم الأقوى في أوروبا، ويمتاز هجوم ريال مدريد بتناغم شديد بين لاعبي الهجوم والوسط والدفاع، كما أن البلانكو استطاع تسجيل الأهداف من معظم أنواع وأشكال الهجمات والضربات الثابتة.
- كريستيانو رونالدو
ماكينة الأهداف البرتغالي "كريستيانو رونالدو"، هو مكمن الخطورة الأول في صفوف ريال مدريد، فهو لاعب متكامل يستطيع إحراز أو صناعة الأهداف من أي مكان في الملعب وفي أي وقت وتحت أي ضغط، كما أنه يمتلك حماساً شديداً يدفعه دائماً للمزيد من تحقيق الانتصارات، ويمتلك "رونالدو" حالياً الرقم القياسي لأكثر عدد أهداف في نسخة واحدة للبطولة برصيد 16 هدفاً.
- مودريتش وبيل
يلعب الكرواتي "لوكا مودريتش" دوراً مهماً في وسط ملعب ريال مدريد، فهو على الرغم من مهاراته العالية وقدراته الهجومية الهائلة، استطاع أن يؤدي الأدوار الدفاعية للاعب الوسط الارتكاز على أكمل وجه، فأصبح رمانة ميزان الفريق، أما الويلزي "غاريث بيل" فقد أظهر خلال المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا، مهاراته وسرعته ومدى قدرته على صناعة الفارق في أي لحظة.
- بيبي
تحول البرتغالي "بيبي" خلال سنوات قليلة من مدافع سيء السمعة يعتمد على مجهوده البدني وتكوينه الجسماني القوي فقط، إلى مدافع ناضج يفكر أكثر مما يتحرك، مما جعله أحد أفضل مدافعي العالم في الوقت الحالي.
- أنشيلوتي
الداهية الإيطالي الذي تولى تدريب ريال مدريد قبل بداية الموسم الجاري، أظهر سريعاً قدراته التكتيكية والفنية ونجاحه في التعامل النفسي مع لاعبيه، وحقق نجاحاً خاصاً أمام أسلوب "تيكي تاكا" الذي يلعب به برشلونة وبايرن ميونيخ، كما أن أنشيلوتي لديه خبرة واسعة في دوري الأبطال حيث فاز باللقب كلاعب مرتين ثم كمدير فني مرتين.
نقاط الضعف
- غياب تشابي ألونسو
سيغيب لاعب الوسط الدولي الإسباني "تشابي ألونسو" عن تشكيلة فريقه في المباراة النهائية بداعي الإيقاف بعد حصوله على بطاقة صفراء خلال مباراة بايرن ميونيخ في إياب الدور قبل النهائي، ويعد "ألونسو" أحد أبرز لاعبي ريال مدريد وأكثرهم خبرة وقدرة على خدمة الدفاع والهجوم وبالتالي سيشكل غيابه نقطة ضعف.
- بنزيما المتذبذب
طوال الشهور الماضية ظهر الفرنسي "كريم بنزيما" مهاجم ريال مدريد بأكثر من مستوى، فتارة يسجل ويصنع الأهداف ويهدد دفاع المنافسين، وتارة أخرى يضيع الفرص السهلة ويكلف فريقه عناء المحاولة من جديد، ويأمل أنشيلوتي أن يكون "بنزيما" في يوم حظه خلال النهائي.
أتلتيكو مدريد
نقاط القوة
- الدفاع المنظم
لعب أتلتيكو مدريد 12 مباراة في دوري أبطال أوروبا لم يخسر خلالها أي مباراة، وهو الفريق الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز في الموسم الجاري، كما تلقى 4 هزائم فقط خلال 36 مباراة في الدوري الإسباني، وذلك بفضل قوة دفاعه الذي تلقى 24 هدفاً في المسابقة المحلية، وهو الدفاع الأقوى والأكثر تنظيماً في أوروبا حالياً.
- دييغو كوستا
البرازيلي الذي حصل على الجنسية الإسبانية وبات المهاجم الأول لمنتخب الماتادور، هو الهداف الثاني في الليغا وثالث هدافي دوري الأبطال، وماكينة أهداف لا تتوقف، كما أن قوته الجسمانية ومشاغباته المتكررة من لاعبي الدفاع، تخلق لزملائه من لاعبي الوسط فرصة تسجيل الأهداف.
- كورتوا
الحارس البلجيكي الشاب "تيبو كورتوا"، أثبت خلال الموسمين الأخيرين أنه خُلق ليصبح بين أفضل حراس العالم، فعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه يمتلك كل مقومات الحارس الكبار بداية من الإمكانيات الفنية والبدنية وصولاً إلى الروح القيادية والثقة في النفس، وقد أظهر تألقاً ملحوظاً أمام تشيلسي في الدور نصف النهائي.
- دييغو سيميوني
خطف الأنظار ببناء فريق مذهل لأتلتيكو مدريد، حصد به كأس إسبانيا والدوري الأوروبي ونافس ريال مدريد وبرشلونة على لقب الدوري في الموسم الماضي، ثم ظهر خلال الموسم الجاري بصورة أكثر وضوحاً، وبات بلا شك أحد أفضل مدربي العالم لما يمتلكه من قدرات تكتيكية وفنية وحماس وروح وقدرة على نقل هذه الروح للاعبيه، وقدرته الخاصة على قلب أي مباراة في أي وقت.
نقاط الضعف
- الاستحواذ
المباريات الكبيرة الأخيرة في هذا الموسم أثبتت أن الاستحواذ بات رقماً مجرداً بلا معنى في كرة القدم، إلا أنه في أحيان كثيرة يترجم مدى نجاح الفريق في الهيمنة على منافسه إن امتلك الفاعلية، وعلى الرغم من قوة أتلتيكو مدريد في الضغط على المنافس، إلا أنه يعاني أمام الفرق التي تستحوذ على الكرة وتعتمد على التمريرات القصيرة الكثيرة والتي قد تخلخل دفاعاته.
- لا بدائل
تلعب دكة الاحتياط دوراً هاماً في مسيرة أبطال كرة القدم، فكلما كانت دكة احتياط الفريق قوية وتحمل لاعبين بنفس مستوى الأساسيين، يكون الفريق في مأمن، إلا أن أتلتيكو مدريد يتميز بفرق أساسي رائع فقط، مع عدم وجود لاعبين احتياطيين بمستوى مميز، وهو ما يضع الفريق في مأزق ضياع كل شيء أمام إصابة الأساسيين أو شعورهم بالإرهاق أو إيقاف أو طرد أي منهم.