الاسرة و المجتمع - نتائجُ هجر الأزواج لزوجاتهم على الأبناء
نتائجُ هجر الأزواج
لزوجاتهم على الأبناء
يعتبر الطفل ميزاناً حساساً لكل ما يحدث أمام عينيه يرصد أي تغيير يحدث في العلاقة بين أبويه، ومن يقول عن الابن لا يدرك هذا أو ذاك فهو مخطئ، ولكن ربما يتأخر ظهور رد الفعل ربما لسنوات، ومن الحالات التي أعالجها أعتقد أن بإمكاننا تحديد نتائج الهجر على الأطفال في:
1-الشعور بالخوف:
عدم الأمان، فأي خلل في وضع الأسرة يجعل الابن يتوقع أن الأب سيرحل في يوم ما، أما إن يترك الأب المنزل نهائياً فهو يتوقع انهيار المنزل وربما يتخيل أنه سيتشرد هو وإخوته وما إلى ذلك، فالأب يعني للطفل الأمان واختفاؤه يعني الخوف والضياع، ويترجم هذا الخوف على شكل سلوكيات مثل ( التأتأة- التبول اللاإرادي- قضم الأظافر- شد الشعر-السرقة).
2-الشعور بالغضب المكبوت:
شعور الطفل بالغضب من والده الذي هجر الأسرة أو كلا من الوالدين لأنهما لم يوفرا له الأسرة التي يحلم بها كغيره من الأطفال، وكبت هذا الغضب يخلق لديه كراهية ورغبة في الانتقام تترجم في أبسط صورها بأن يشعر بالسعادة لأي سوء يصيبها.
3-سلوك الهرب:
في هذه الحالة يعتاد الابن الهرب من مواجهة واقعه ومشاكله.
4-الانعكاس الوظيفي:
بما أن وظيفة الطفل الرئيسية هي الدراسة فإن أي مشكلة تؤثر سلباً على تحصيله الدراسي، وفي دراسة قرأتها في إحدى الكتب ثبت أن عدم الاستقرار في المنزل هو السبب الرئيسي لمشكلة متفاقمة وهي مشكلة عدم القدرة على التركيز.
5-قلة التحسن اللغوي:
ثبت علمياً أن الأسر في - البيوت الصامتة - أي التي انقطع الحوار فيها بين الأب والأم يقل فيها التحسن اللغوي.
6- صورة الأسرة:
بما أن الطفل يتعلم المُثُل ممن حوله، فإن صورة الأسرة في مخيلة الطفل تصبح صورة غير سوية وغير صحية بسبب العلاقة الخاطئة بين الأبوين.
ولأجل ردم تلك الآثار المدمرة على نفسية الطفل، ولأجل بناء طفل متماسك فكريا وعاطفيا واجتماعيا، على الأبوين أن يدركا نتائج الهجر الوخيمة على سلوكية الطفل، ويحلا مشاكلهما بمفردهما بعيدا عن الأطفال، ولكي يبذرا في الأسرة بذرة التفاهم والانشراح فانهما مدعوان أن يلتزما بمفاد الحديث المأثور (المؤمن حزنه في قلبه وبشره على وجهه).