في سنة 149 هجرية خرج شخص يدعى شقيق البلخي إلى الحج وفي مكة المكرمة وقع بصره على شاب حسن الوجه شديد السمره نحيف الجسم فوق ثيابه ثوب من صوف .قد جلس وحده منفردا عن الناس بعيدا عن شؤونهم لم يختلط معهم
يقول شقيق فأعتقدت إنه من الصوفية يريد ان يكون عبئاً على الحجاج حيث لا متاع عنده .فصممت على أن اوبخه ليرتدع عما هو فيه ويعود إلى الصواب وما إن دنوت منه ﻻ كلمه ابتدائني هو بالحديث بكلمات تقطر لطفا :-(ياشقيق اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم!!!) ولم يتكلم بأكثر من هذا وتركني مذهوﻻ حائراً وانصرف
فصممت على اللحاق به ولما نزلت القوافل بوادي فضه نظرت واذا بصاحبي واقفاً يصلي وأعضاءه تضطرب خوفاً من الله ودموعه تنحدر على خديه فصبرت حتى فرغ من صﻻته فالتفت إلي قائﻻ
(يا شقيق اتل..وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ) وتركني وانصرف فازدادت حيرتي حيث علم إني جئته لطلب العفو منه
ثم سارت القافلة حتى وصلنا اﻻبواء فشاهدته واقف على بئر يستقي منها وبيده ركوه فسقطت منه في البئر ....فرمق السماء بطرفه مخاطباً ربه :-
أنت شربي إن ضمئت من الماء
وقوتي اذا أردت الطعاما
إلهي وسيدي مالي سواك فﻻ تعدمنيها
لم يزد على ذلك حتى ارتفع الماء إلى رأس البئر والركوة طافية عليه فمد يده فتناولها ثم توضأ منها وصلى أربع ركعات ثم مال إلى كثيب رمل فتناول منه قبضة وجعلها في الركوه فحركها وشرب منه
فسلمت عليه وقلت اطعمني مما رزقك الله
قال يا شقيق لم تزل نعم الله علي ظاهرة وباطنه فاحسن ظنك بربك ثم ناولني الركوه فشربت منها فما شربت شرابا الذ منها وﻻاطيب وبقيت أياما وأنا ﻻاشتهي شيئاً ثم إنه مضى فلم اجتمع به اﻻ بمكة فرايته في غلس الليل البهيم وهو قائم يصلي بخشوع وانين وبكاء حتى طلع الفجر فصلى ركعتي الفجر وصﻻة الصبح مع الناس ثم طاف حول البيت وصلى الطواف وخرج فتبعته اريد السلام عليه والتشرف بمقابلته واذا بالخدم والموالي قد طافوا حوله يميناً وشماﻻ وانكبت عليه جماهير الناس تقبل يديه وأطرافه فتعجبت من ذلك وسألت من حولي عنه قيل لي هو موسى إبن جعفر عليه السلام