كاظم غيلان
الظل وكما شخصه من قبلنا العارفون بالألوان ماهو الا انعكاس للكتلة، هذا أمر لربما نختلف في فهمه ولربما نتفق، وفي الحالتين نحن على طاولة حوار تفضي لحسم الأمر بطريقة غير عسكرية، وأعني بالضبط أن نكون أبناء حضارة حقة وعلى مستوى الحوار كخير حل لأزمات هي في كل الأحوال ليست بالمستعصية..
ما يحصل في ساحة الشعر الشعبي الآن لايتعدى حدود البرامج الهابطة والمهرجانات النفعية الرخيصة التي تطبل لواقع مرير دون أن تبوح بالجرح ولا تنطق بمجرياته، وهذا في رأيي حاصل تحصيل لمرحلة غير مألوفة نعيشها كشعب عبثت به أقدار ثقافة العنف التي أسس كيانها نظام شمولي على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الدهر، اليه ترجع كل الفنون، هذا هو الشعر، وهو النبع ولربما المصب، ولأنه ولادة موهبة حقة تليق بمن تهبها الآلهة اليه، لكن ما أن يحصل عليها حتى يخضع لاختبارات صعبة، فأما مجانية الوجود، وأما شرف القيم العليا في الصراعات المريرة معه، وأعني الصراع مع وجود هش، لايليق بكرامة الشعر ورسالته النبيلة.
لعل من أغرب غرائب عالم الشعر الشعبي أن يفتح بواباته عبر منظمات وهمية خاوية للبعض من المرتزقة والمتكسبين باسم الشعر والذين لايمكن لهم أن يستبدلوا قشور الجلد الا بما هو أوسخ منها من بديل!!
متى يكون الشاعر نبيلاً، مترفعاً عن كل بذاءات الأزمنة؟.
السؤال يحتاج لمكاشفة صريحة، مثلما يحتاج لفضح معلن لكل واجهات الطارئين على الشعر الشعبي، ومنتحلي صفته من خلال واجهة هنا ومنظمة وهمية هناك حققت لها وجودا بفعل وضع استثنائي لم يكن لأنسان العراق توقعه.
المضي الى الأفق ليس بالسهل لأنه يحتاج لخطى واثقة وعقل منضبط له في أرجية التأمل ما يليق به وما يسعفه لقول الكلمة المسؤولة، والعبث أن لم يكن مصدره مايبرره فهو جنون مجان بأمكان كل المتسولين ممارسته.
الشعر مسؤولية!
هكذا قال أحد الأصدقاء وأمسكت بما قاله، نعم أنه مسؤولية ضرورية جداً للأنسان وللايمان بفحوى الشعر حتى لو كان مصيبة.
أما أن يكون غير ذلك فهذا بؤس الشعر لأنه سيكون موزعاً على قبائل وطوائف وجماعات وشلل وكتل، وكلها لاعلاقة لها بجسد ومصير يفضي الى قضايا الشعر.