12/10/2011
علي السومري
لأقدامك وقع اليقين، ولعينيك شك العالم، أيها الحاضر الغائب، المسكون بنا، نحن المسكونون فيك، أيها المجرد مثل حقيقة.
إلام تنظر؟ وأنت ما نراه كلما أمعنا النظر من ثقب الرأس إلى أنفسنا، كائنات موهومة بالمعنى، ذلك المندلق كما الزمن من ساعة رملية.
مطوي عالمك بالقرب منك، خرقة بالية تقيك صقيع نظرات غير الآبهين لما آل إليه حالك، حالنا.
عن ماذا تبحث؟ ومن هذا القادم نحوك؟ حلم قديم، أمنية متحققة، رعب عينيك يشيان بذلك، خوف من يتمنى أن لا يكون ما يراه واقعاً أبداً، أم هو يا صديقي ظل إمراة حلمت بها في صحوك الأبدي؟
ايها الزاهد بالكلمات، نجوت أخيراً من هذا العالم المتأبط شره، بعقل صالح للسبات، حيث الذكرى فيه محض مشهد قديم بلا مشاعر، وللجدران المتشابهة، المشيدة عليه رائحة واحدة، حتى موسيقاك الصادحة في رأسك المتعب، تنساب هادئة على عجل، وكأنك توماس ترانسترومر حاصد ثمار نوبل، حين يبوح لنا:
أعزف " هايدن" بعد انقضاء يوم أسود،
واشعرُ بدفء قليل في يدي.
الأزرار تبغي المزيد والمطارق اللطيفة تأخذ بالطَرق.
الرنة خضراء، مفعمة بالحيوية، و هادئة.
تقول الرنة إن الحرية متوافرة،
وإن ثمة من لا يدفع الضرائب للقيصر.
أقود يدي إلى الأسفل في جيوبي "الهايدنية"،
وأحاكي شخصا يرنو إلى العالم بهدوء.
أرافع عن " هايدن"ــــ ما معناه:
إننا لن نستسلم، بل نريد السلام.
إن الموسيقى بيت زجاجي على السفح،
حيث الأحجار تطيرُ، وتتدحرج،
وتلتف ُّعلى بعضها بإستقامة،
لكن كل َّ جزء يغدو كلّا في الأخير.
هكذا ببساطة تامة، أيها المرغم على تذوق مرارة الحكمة الحبيسة في الزجاج، تهمس بآذاننا، بأن الجزء يغدو كلاً في النهاية.
أنت نحن، نصفا تفاحة مقضومان بأسنان القهر.
يقين أقدامك، وشك عينيك صديقي، لحن وجعنا الأبدي.