12/10/2011
إلى خالدة
أحمد عبد الحسين
القدّوسُ يولدُ من خطرات القلوبِ
منّي ومنكِ
أنا وأنتِ
من الياقوتة النائمة في ضحكة "ودّ"،
ومن الملائكة الصخابين
جاءوا سكارى وحطموا مصباحَ البيتِ،
وها نحن نسهرُ في العتمةِ
سهرَ العشبِ الضالِّ في آخر السنةِ
ونبكي بكاءَ الحدائقِ في لثغةِ "أحلى"،
لأنّا
أنا وأنتِ
اسمانِ مستعارانِ لنا
أنا وأنتِ،
ولأنّا عَصَرْنا قلبينا من أجلِ قطرةِ زيتٍ لقنديلِنا الباردِ
ثم شَربنا العناقيدَ التي سحقناها في أحلامنا
جئنا سكارى
أنا وأنتِ
لا من أمسِ جئنا ولا من اليومِ
لكنْ
من الفمِ والفمِ اللذينِ سمّوهما: أنا وأنتِ،
وحين الليلُ البهيمُ هشّمَ زجاجَ نوافذنا ودخلَ
قلنا:
يا ليلُ
لقد أحرقتْنا نارُ النعمةِ فكيف نطفؤها؟
لبسنا أقنعةَ العيدِ الكبيرِ فكيف نخلعها؟
وبِتْنا ليلتَنا تلك ونحن نسمعُ موسيقى الوردتينِ
إلى أن وقعَ بيننا قدّوس صغيرٌ
دامعُ العينينِ
يولدُ من خطراتِ القلوب.