مدير الأنواء الجوية يمسك بغيمة ويعد الفلاحين بإنزال المطر
كل حملة دعاية انتخابية تجري سواء في محافظات العراق أو إقليم كردستان لا تخلو من طرائف وغرائب، واتباع كل طريقة تساعد المرشح على كسب أصوات الناخبين ولفت أنظارهم، ولذلك فإن الحملة الحالية لانتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات بإقليم كردستان المقرر لها بنهاية الشهر الجاري لم تخل بدورها من العديد من الطرائف تحاول « الصباح» تسليط الأضواء على أبرزها.
مرشح إسلامي كتب تحت صورته الدعائية أنه» يعد ناخبيه بالرد على جميع المكالمات، وألا يقفل أو يغير رقم هاتفه الجوال على مدار 24 ساعة باليوم» في تأكيد منه على التواصل مع الناخبين وأبناء الشعب، لكنه لم يوضح كيف يستطيع فتح هاتفه حتى أثناء الجلسات البرلمانية التي سيشارك بها، وهل أنه سيطلب من رئاسة البرلمان وقف المناقشات ليرد على مكالمات أحد مواطنيه بكردستان؟!.
مرشح آخر من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني في كركوك أشرك أحد أقربائه بصورته الدعائية، وظهر الاثنان على بوستر واحد، ولذلك تساءل المدونون بشبكة التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك) عن أيهم هو المرشح لعضوية البرلمان؟!.
مدير الأنواء الجوية في السليمانية رشح نفسه للانتخابات وظهرت صورته وهو يمسك بغيمة، وفسر البعض تلك الصورة بأنه يعد ناخبيه من الفلاحين بإنزال المطر إذا انتخبوه؟! .
مرشح من الاتحاد الإسلامي لمجلس محافظة السليمانية صور نفسه وهو يلوح بأربعة أصابع في إشارة الى ما عرف بمصر خلال الأحداث الأخيرة بشعار ميدان رابعة العدوية، كأنه يريد من الاخوان المسلمين وخاصة من الصعيد الذي ينتشر فيه نفوذ الإخوان المسلمين أن يصوتوا له لكي يفوز بمقعد في محافظة السليمانية بكردستان.
مرشح آخر من الاتحاد الوطني يعد الشهداء والمؤنفلين بتحسين أحوالهم المعيشية وتقديم خدمات أفضل لهم، والسبب هو حدوث خطأ مطبعي على البوستر الذي وزعه على نطاق واسع وطارت منه سهوا كلمة ( عوائل) الشهداء ليبقى شعاره الانتخابي( أعد الشهداء والمؤنفلين بتحسين أحوالهم المعيشية)!.
طغت الألقاب على أسماء العديد من المرشحين وخاصة المعروفين بحرفهم المهنية. فهناك مرشحون اكتفوا بأسمائهم وألحقوا بها مهنهم مثل» ( فلان ضارب السنطور) و( فلانة نصيرة البيئة) و( فلان اتحاد الطلبة) و( فلانة القسم الداخلي) وفلان( صاحب معمل البلوك)!.
ولم تخل الدعايات أيضا من صور مرشحين مع أطفالهم بينهم مرشح يلعب الكرة مع ولديه.
هذه الصور الدعائية التي لا تخلو من الطرافة قد يكون هناك ما يماثلها في بقية محافظات العراق، ففي الانتخابات تسقط الأعراف، خاصة مع احتدام المنافسات عادة في الانتخابات لعضوية البرلمان أو مجالس المحافظات لما فيها من امتيازات كبيرة لا يستطيع المرء أن يحصل عليها في بقية المهن الأخرى، لذلك فإن الوعود التي يطلقها المرشحون غالبا ما تذهب أدراج الرياح بعد أن يفوزوا ويضمنوا مقاعدهم بتلك المجالس، وكثيرا ما نشرت صور كاريكاتيرية لمرشحين بوجوه باسمة قبل الانتخابات تتحول بعدها الى وجوه عابسة.
وهذا ما أشار إليه أحد الصحفيين الكرد الذي اعتقل لكتابته تقريرا عن فساد المسؤولين بكردستان وزج بسببه بالسجن لسنتين وأطلق سراحه قبل سنة بضغط من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وقال لـ» الصباح» انه قبل أيام ومع بدء الحملة الانتخابية زار وفد من أحد أحزاب السلطة بيتي، وعندما خابرتني زوجتي لتبلغني بأن هناك وفدا من الحزب الفلاني جاؤوا يطلبونك، كنت أظن أنني سأساق مرة أخرى الى السجن، رغم أنني لم أرتكب جناية أو جريمة منذ إطلاق سراحي، ولكني عندما ذهبت الى البيت ووجدت الوفد الزائر بوجوه باسمة اطمأننت، ولكني سألتهم عن سبب الزيارة، فقالوا « انهم جاؤوا ليعتذروا عما حصل في السابق، وان رئيس الحزب الذي زجه بالسجن يطلب لقاءه». فأدركت بلحظتها أن هذا الأمر لا يعدو سوى محاولة لاستخدام اسمي كدعاية انتخابية، لذلك رفضت طلبهم».