فقد روى عنه العلماء في فنون العلم من علم الدين وغيره ما ملأ بطون الدفاتر وألفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة المروية عنهم بالأسانيد المتصلة: وكان يعرف بين الرواة بالعالم.
في تحف العقول للحسن بن علي بن شعبة: قال أبو حنيفة: حججت في أيام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام فلما أتيت المدينة دخلت داره فجلست في الدهليز أنتظر إذنه إذ خرج صبي فقلت يا غلام أين يضع الغريب الغائط من بلدكم قال على رسلك ثم جلس مستندا إلى الحائط ثم قال توق شطوط الأنهار ومساقط الثمار وأفنية المساجد وقارعة الطريق وتوار خلف جدار وشل ثوبك ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها وضع حيث شئت، فأعجبني ما سمعت من الصبي فقلت له ما اسمك فقال أنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقلت له يا غلام ممن المعصية فقال إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث أما أن تكون من الله وليست منه فلا نبغي للرب أن يعذب العبد على ما لا يرتكب وأما أن تكون منه ومن العبد وليست كذلك فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف وإما أن تكون من العبد وهي منه فإن عفا فكرمه وجوده وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته، قال أبو حنيفة فانصرفت ولم ألق أبا عبد الله واستغنيت بما سمعت ورواه ابن شهر آشوب في المناقب نحوه إلا أنه قال: يتوارى خلف الجدار ويتوقى أعين الجار وقال فلما سمعت هذا القول منه نبل في عيني وعظم في قلبي وقال في آخر الحديث فقلت ذرية بعضها من بعض.
قال الشيخ المفيد: وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى عليهالسلام فأكثروا وكان أفقه أهل زمانه حسبما قدمناه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتا بالقرآن .
وفي تحف العقول: سأله رجل عن الجواد فقال إن كنت تسأل عن المخلوقين فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه والبخيل من بخل من افترض الله وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع لأنه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك