(السبع لمّا يشيب .. تقشمره الواوية )
يضرب للشخص تزول عنه قوته وشدّته ، ويذهب عنه سلطانه وجاهه ، فيتجرأ عليه السفهاء ، ويستخف به الرعاع والأوباش ، ويتطاول عليه السفلة والتافهون .قصة المثل : كان الأسد يعيش في إحدى الغابات عيشة سعيدة.. يلازمه إبن آوى يخدمه ويقضي حوائجه ، ويتقوّت على ما يفضل من طعام الأسد مما يصيده من حيوانات الغابة . حتى مضى على ذلك وقت طويل ، أسنّ خلاله الأسد وأصابه الهرم والضعف ، فلم يعد قادرا على الصيد
وفي ذات يوم أصبح الأسد جائعا لعدم تمكنه من الصيد ، فجاع ابن آوى لجوعه ، فلما أضحى النهار لم ير ابن آوى بدّا من أن يخرج فيبحث عن الطعام بنفسه وإلاّ مات جوعا . فرأى غزالا كبيرا سمينا ، يرد الماء في ناحية من الغابة . فعاد إلى الأسد مسرعا ، وقال له : (( أيها الملك .. لقد وجدت غزالا كبيرا سمينا يرد الماء في طرف الغابة .. وسأذهب لآتيك به .. فاحرص على ألاّ يفلت منك . )
ذهب ابن آوى إلى الغزال ، فقال له : (( أسعدت صباحا أيها الغزال الجميل . أراك ترد الماء هنا , وقد تركت وراءك تلك المزرعة الكبيرة التي تحتوي على ما لذ وطاب من أنواع الخضر الطرية فلماذا لا تتفضل فتأتي معي إلى تلك المزرعة ، فتصيب مما فيها من الخضر والفاكهة ، تأكل منها ما تشاء ، وتأخذ منها معك لعشائك . ))
فتبعه الغزال ، فقاده ابن آوى إلى حيث يكمن الأسد . فلما اقترب الغزال من مكمن الأسد ، وثب عليه الأسد وثبة سريعة ، وضربه ضربة شديدة قضى بها عليه .
ثم قال لإبن آوى : (( لابد من غسل اليدين قبل الطعام ، فاجلس هنا لتحرس الغزال ، حتى أذهب فاغسل يديّ . وإياك أن تقترب منه أثناء غيابي. )) ولما ذهب الأسد عمد ابن آوى إلى الغزال ، فأكل لسانه ، وأذنيه ، وقلبه ، ودماغه . ثم جلس في مكانه .
ثم أن الأسد عاد بعد ذلك ،
فسأل ابن آوى : (( أين لسان الغزال ؟ ))
فقال ابن آوى : (( مولانا الملك .. لعله كان أخرس . ))
فسأله : وأين أذناه ؟ ))
فقال : (( لعله كان أصمّ )) .
فقال : (( وأين قلبه ؟ )) فقال : (( لعله كان أعمى القلب . ))
فسأله : (( وأين دماغه ؟ )) ،
فقال ابن آوى : (( مولانا الملك .. لو كان لهذا الغزال دماغ .. أكان يصدّق ما قلته له عن وجود مزرعة كبيرة تحوي أصناف الخضر وأنواع الفاكهة ، وهو يعلم أننا نعيش في ناحية من الغابة الجرداء ، لا ماء فيها ولا شجر . ))
فقال الأسد : (( ولك أبو الويو .. دتشوف اشلون دتقشمرني ؟ )) .
(( لو جنت بأيام شبابي وقوتي .. جان تجسّرت وقشمرتني ؟ )) ثم هجم عليه ، وقبض على عنقه ، ولم يتركه حتى أصبح جثة هامدة . ثم ذاع ذلك الحديث بين الناس ، فقالوا فيه (( السبع لمّا يشيب .. تقشمره الواوية )).
وذهب ذلك القول مثلاعبرة القصة هي شلون الواوي قشمر الاسد عباله غشيم .. بس عرف الاسد شلون يردهة ..
شوكت تصحى الاسود عاد وتبطل غشمة وتاخذ حقهة من الواوية ؟