TODAY- Thursday, 13 October, 2011
الوطني: استخباراتنا ضعيفة ولا بد من تسمية الوزراء الأمنيين .العراقية: يجب إعادة تشكيل قواتنا
مصدر في الداخلية: عربات الشركات المرتبطة بالأمريكان تنقل الأسلحة للإرهابيين

بغداد - العالم
كشف مصدر مطلع في وزارة الداخلية، عن أن لأميركا دورا بارزا في العمليات "الإرهابية" التي جرت مؤخرا، لافتا إلى إيقاف شاحنة تعود لإحدى الشركات الأمنية التابعة للجانب الأميركي مؤخرا، بينما كانت تنقل شحنة أسلحة إلى إحدى المناطق في محافظة ديالى.
وفيما عزا نائب في التحالف الوطني الخرق الأمني الكبير الذي حدث أمس الأربعاء، إلى ضعف الأجهزة الاستخبارية، مطالبا بالإسراع في تسمية الوزراء الأمنيين، دعا قيادي بارز في الكتلة العراقية، إلى إعادة تشكيل القوات الأمنية، لتبنى على أسس المواطنة لا المحاصصة.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد صباح أمس الاربعاء، سلسلة من الهجمات "الإرهابية"، استهدفت عددا من المؤسسات الأمنية، عبر سيارات مفخخة قيل أنها كانت تدار من قبل انتحاريين، وراح ضحيتها نحو 70 شخصا بين قتيل وجريح.
مصدر مطلع في وزارة الداخلية، أكد لـ "العالم" أمس، أن "لأميركا دورا بارزا في العمليات الارهابية التي تشن في البلاد مؤخرا"، موضحا أن "الشركات الامنية التابعة للجانب الاميركي متورطة بكثير من العمليات، إذ تم الكشف مؤخرا عن احدى الشاحنات المدنية التابعة لتلك الشركات، التي تتخذ من المطار مقرا لها، كانت تحمل شحنة من سلاح (ففتي كول – سلاح رشاش)، واكتشفت الاجهزة الامنية الامر، بعد ورود معلومات استخبارية، واستطاعت ايقاف توصيل تلك الشحنة، التي كان مقررا لها ان تصل الى قاعدة (أسد) قرب منطقة الداينية في محافظة ديالى".
المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لحساسية المعلومات التي يدلي بها، لم يخف "وجود خلل استخباري كبير في المؤسسة الامنية"، مبينا أن "مشكلة الاجهزة الامنية تكمن في التعامل مع المعلومة الاستخبارية التي عادة ما تكون غير محددة، ولاسيما أن أغلب تلك المعلومات تعطى دون تحديد الأماكن التي ستستهدف، من قبل المجموعات الإرهابية".
وعن طبيعة تلك المعلومات، يقول المصدر "عادة ما تشير المعلومة الاستخبارية الى وجود تهديد سيطول المعاهد أو المدارس أو الكنائس، دون تحديد المناطق أو الساعة أو الجهة التي سوف تنفذها، الأمر الذي يشتت تركيز الأجهزة الأمنية".
ويعترف المصدر بأن "معظم الأجهزة الاستخبارية لا تمتلك التمويل، ولاسيما ما يتعلق بمصادر المعلومات، الأمر الذي يشكل عائقا لعملها"، مشيرا إلى "الحاجة الى مصادر سرية تزود الأجهزة الاستخبارية بالمعلومات، وهذا لا يحصل إلا من خلال توفير الدعم المالي واللوجستي".
من جانبه، يرى مصدر أمني ثان، أن "الخلايا النائمة، سواء لتنظيم القاعدة او المليشيات التابعة لإيران، تقف خلف العمليات التي طالت عددا من مراكز الشرطة في بغداد"، مبينا أن "المجموعات المسلحة بدأت تغير من خططها بين فترة واخرى، من خلال التركيز على مفصل دون غيره".
لكن المصدر الذي طلب من "العالم" عدم الكشف عن هويته للأسباب نفسها، يقر بأن "المؤسسة الأمنية تشكو ضعفا في العمل الاستخباري، الذي يفترض أن يكون العامل المساعد في ضرب الارهاب في حواضنه"، مضيفا "كذلك تعاني الأجهزة الامنية غياب القيادات الكفوءة التي تتمتع بالخبرة، واقتصار الامر على تلك التي تولت مناصبها وفقا للتقسيم الطائفي والقومي في البلاد".
وينتقد المصدر "الخطط الأمنية التي توضع من قبل القيادات الأمنية، والتي اثبتت فشلها على الارض، تلك التي تفتقر إلى آليات الانتشار السريع لقطعات الشرطة والجيش"، معتبرا أن "اعتماد اسلوب نقاط التفتيش الثابتة، سهل كثيرا من عملية استهدافها من قبل الإرهابيين".لكن المصدر يستبعد أن "يكون لأميركا دور في الهجمات التي شنت مؤخرا في البلاد، إذ لا يوجد مبرر لأميركا للقيام بذلك، ولاسيما أن المجموعات الارهابية ستكون اكثر المتضررين من انسحاب قوات الاخيرة، على اعتبار أن الحاجة لعملياتهم ستنتفي في البلاد".
في غضون ذلك، علق النائب في التحالف الوطني عمار طعمة على عمليات يوم أمس، بأنها "تثبت أن الإرهاب ما زال قادرا على القيام بأفعال إجرامية حتى لو كانت ضعيفة، مع أن مكافحة الإرهاب في العراق مستمرة".
وعن أسباب الخروق الأمنية الأخيرة، يرى طعمة، وهو عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أن "الخلل الامني يعود الى مجمل نقاط، أهمها ضعف العمل الاستخباري الذي يعد ركيزة مهمة في محاربة الارهاب، من خلال حرب المعلومات" مؤكدا أن "لجنة الامن والدفاع في البرلمان، كثيرا ما نبهت لهذا الامر، وطالبت باعادة النظر في الاجهزة الاستخبارية، من خلال إبدال القيادات بأخرى أكثر كفاءة وخبرة".
وأضاف العضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، في تصريحات لـ "العالم" أمس، أن "المؤسسة الامنية تعاني هي الاخرى اختراقا أسفر عن كثير من الانتهاكات، فضلا عن أن الاخيرة لم تتخذ اجراءات صارمة وجدية حيال هذا الخلل، بالاضافة الى عدم مراجعتها لملفات كثير من القيادات، ولاسيما في المناطق الساخنة، حتى بعد أن ثبت تواطؤ عدد منها في كثير من العمليات الارهابية".
واعتبر طعمة أن "عدم تسمية الوزراء الأمنيين، كان له تاثير سلبي إضافي على الملف الامني، الذي يحتاج الى متابعة يومية، وكذلك إلى قرارات قد تكون سياسية مدعومة من البرلمان، وهي تقتضي وجود الوزير المعني للقيام بها".
اما حامد المطلك، عضو القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي، فيقول "مع إيماني بأن الأميركان هم السبب وراء ما يجري من مخطط لتدمير العراق، إلا أني لا يمكن أن أضع اللوم عليهم في الهجمات الأخيرة، بل ألوم الأجهزة الأمنية العراقية التي يبلغ عددها مئات الآلاف، لكنها لم تتحمل مسؤولية الملف الأمني في البلاد كما يجب".
وتساءل المطلك، وهو الآخر عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، في حديثه لـ "العالم" أمس "أين هم من التفجيرات التي تحصل بطريقة مباغتة ومنسقة؟"، ماضيا إلى القول "نحن مطالبون بإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية، من خلال وضع الأشخاص المناسبين في مواقعهم الحقيقية، التي تستند على الولاء للوطن، وليس للحزب أو الطائفة".