دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، اليوم الأربعاء، الخاسرين في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الـ30 من نيسان الماضي، إلى تقبل النتائج، واكد أن الشعب انتخب من يعتقد انه "أدى الأمانة"، فيما وصف الانتخابات بـ"الافضل" بين دول المنطقة.
وقال نوري المالكي في كلمته الأسبوعية، وأطلعت عليها (المدى برس)، إن "الفوز والطموح يحدده الناخب وينبغي أن نقبل الفوز والخسارة، لأن الشعب يراقب وانتخب من يعتقد انه أدى الأمانة ويحاسب الذين تخلوا عنه"، مبينا أن "الكثير من التصريحات صدرت عن مؤسسات دولية وإقليمية أشادت بالانتخابات العراقية".
وأضاف المالكي أن "هذه الانتخابات الأفضل في المنطقة من حيث التنافس الحقيقي ومن حيث الإجراءات والأمن والرقابة"، معربا عن أسفه من "إشاعة الأجواء السلبية على خلفية عدم تحقيق البعض لطموحاتهم".
وأكد المالكي أن "الخسارة والفوز ينبغي أن تقبل بأريحية على أنها ليست انتقاصاً من أحد، ولا ينبغي السماع من خاسر الطعن بها"، مشيرا إلى أن "نتائج الانتخابات ينبغي أن تقبل بشفافية وبروح متسامحة، وأن لا نسمع بهذا الصخب الذي نسمعه هنا وهناك من اجل التشكيك بشيء هنا وشيء هناك".
ولفت المالكي إلى أن "نجاح الانتخابات ووجوب الالتزام بنتائجها لا يعني أننا نبخس الناس حقوقهم فيما إذا كانت لهم حقوق أو اعتراضات أو شكاوى"، مستدركا أن "النتائج مقبولة وحق الاعتراض مقبول وينبغي أن نتفاعل مع هذين الحقين".
وأشار المالكي إلى ان "الاعتراف بنتائج الانتخابات حق مفروض للمؤسسة الانتخابية، وكل المعنيين ينبغي أن يعطوا للناس حق المراجعة"، واصفا "تقدم الكتل بشكاوى أمر جميل، بعضها قبل وترتبت عليه آثار وبعضها أعيد لأنها لم تكن شكوى صحيحة".
وكانت نتائج الانتخابات البرلمانية التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الـ19 من ايار 2014، حصول ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي على المرتبة الاولى بحصوله على 92 مقعدا، فيما حلت كتل التيار الصدري بالمرتبة الثانية ب34 مقعدا، في حين حصل ائتلاف المواطن بزعامة رئيس المجلس عمار الحكيم على المرتبة الثالثة بـ31 مقعداً.
وشككتا كتلتا متحدون والاحرار، أمس الثلاثاء، (20أيار2014)، بنتائج الانتخابات التي اعلنتها مفوضية الانتخابات مساء الاثنين، وفيما لفتا الى وجود تلاعب بالاصوات لصالح جهة سياسية، أكدا ان ما حصلا عليه لا يتناسب مع قاعدتيهما الجماهيرية، فيما ردت المفوضية بانها كانت "شفافة" في عملها، وعزت الغاء بعض الاصوات الى وجود خروقات في بعض المحطات الانتخابية.
كما اظهرت النتائج التي اعلنت عنها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حصول ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي على المرتبة الرابعة بـ23 مقعدا، في حين حصل ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي على المرتبة الخامسة بـ21 مقعدا من اصل مقاعد مجلس النواب، فيما كان للقائمة العربية بزعامة صالح المطلك نصيب المرتبة السادسة بعد حصولها على تسعة مقاعد".
وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)دعت، الاثنين (19أيار2014)، المرشحين ومؤيديهم إلى الحفاظ على السلمية والديمقراطية لدى إعلان نتائج الانتخابات، قبل نحو ساعة من إعلانها، وأكدت على ضرورة حل أي نزاعات مرتبطة بالانتخابات "عبر الطرق القانونية"، فيما طالب جميع الأطراف إلى "البدء بالتخطيط لمستقبل البلاد".
يذكر أن الانتخابات التشريعية التي جرت في الثلاثين من نيسان 2014، تعد الثالثة في البلاد منذ 2003، كما تعد الأولى التي تجرى لانتخاب برلمان بعد انسحاب الجيش الأميركي من العراق نهاية العام 2011، كما أنها شهدت استعمال البطاقة الانتخابية الالكترونية للمرة الأولى.
وتشير الإحصائيات التي وزعتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الى وجود 11.222 مليون صوت صحيح تم احتسابه من اصل نحو 12 مليون ناخب ادلى بصوته في الانتخابات التي أجريت في 30 نيسان الماضي. ويرجح خبراء ان يرتفع معدل "الأصوات الملغاة" الى اكثر من 750 الف صوت مبطل.