اليوم العالمي للتنوع الثقافي فرص لحياة جديدة21/05/2014 09:38
أكدت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، أن الاقتصاد الإبداعي من أسرع القطاعات نمواً في العالم.
فقد حققت التجارة العالمية للسلع والخدمات الإبداعية رقماً قياسياً بلغ 624 مليار دولار أميركي في العام 2011، أي ضعفي ما كان عليه في العام 2002، ويمثل تنوعنا الثقافي تنوعاً إبداعياً على جميع الأصعدة، من تصميم المنتجات السمعية البصرية إلى إنتاجها، ومن العروض الحية إلى وسائل الإعلام الحديثة، ومن
نشر المطبوعات إلى الفنون البصرية. وينشئ هذا التنوع فرص عمل ويمثل لهذا السبب مصدراً للدخل، كما أنه يحمل هويات ومعايير جماعية، معززاً بذلك اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ الاجتماعي والثقة بالنفس في عالمنا التي تسوده العولمة.
تراث مشترك للبشرية
وأضافت بوكوفا في كلمتها في التي نشرتها احتفالاً باليوم العالمي للتنوع الثقافي، أن هذا التنوع يمثل تراثاً مشتركاً للبشرية.
فهو مصدر لتجدد الأفكار والمجتمعات، يتيح للمرء أن ينفتح على الآخرين وأن يبتكر أفكاراً جديدة. ويتيح هذا التنوع فرصة ثمينة لتحقيق السلام واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ المستدامة.
مبينةً أن أبرز ميزة للسلع والخدمات الثقافية تكمن في طبيعتها الاقتصادية والثقافية.
وتستجيب هذه الخصوصية للطلبات المتزايدة التي ترمي إلى وضع سياسات أكثر تكاملاً، قادرة على معالجة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية في آن واحد. فضلاً عن أن الاستثمار في هذا الإبداع من شأنه أن يحدث تحوّلاً في المجتمعات.
وقد اعتمدت اليونسكو هذا اليوم في الثاني من تشرين الثاني العام 2001 بباريس، وفي العام 2011، دشنت بالاتفاق مع تحالف الأمم المتحدة للحضارات الحملة الشعبية "افعل شيئا لأجل التنوع والشمول"، في حين تهدف حملة هذا العام 2014، من خلال تشجيع الأفراد والمنظمات من كل أنحاء العالم على القيام بأعمال حاسمة لدعم التنوع، إلى رفع الوعي على مستوى العالم بشأن أهمية الحوار بين الثقافات، وأهمية التنوع والشمول. وبناء مجتمع عالمي من أفراد ملتزمين بدعم التنوع في كل إيماءة من إيماءات الحياة اليومية الفعلية.
والحد من الاستقطاب ومكافحة القولبة والتنميط، بغرض تحسين التفاهم والتعاون بين الأفراد المنتمين إلى ثقافات مختلفة.
ويعد يوم الحادي والعشرين من شهر مايس فرصة لترويج الثقافة بتنوعها، وفي جميع أشكالها، على أساس مبدأ التسامح واحترام التنوع الثقافي وتعزيز وحماية حقوق الإنسان عالمياً، بما في ذلك الحق في التنمية، وبحسب وجهة نظر بعض القائمين على الاحتفالات الدولية بهذا اليوم ان التنوع ينبغي أن يشكل دافعا نحو تعزيز الاحترام والاعتراف للآخر بما لديه من خصوصيات وتقاليد ومميزات، إذ لم يعد ممكناً قبول التطرف وإلغاء الآخر في عالم يتجه للتقارب والتوحد وإرساء قواعد ثابتة للتلاقي والتبادل على أسس متينة من الاحترام المتبادل. إذ يشكل وضع الثقافة في صميم سياسة التنمية استثماراً أساسياً في مستقبل العالم وشرطاً مسبقاً لعمليات عولمة ناجحة تأخذ بعين الاعتبار مبادئ التنوع الثقافي، وقد أثبت فشل بعض المشاريع الجارية منذ السبعينيات أن التطور لا يترادف مع النمو الاقتصادي وحده، بل هو وسيلة لصنع حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية أكثر اكتمالاً. ولا يمكن بالتالي فصل التنمية عن الثقافة.
من جانبه، حاول العراق الإسهام في احتفالات اليوم العالمي للتنوع الثقافي، من خلال بعض الاحتفالات التي أقيمت على مدى السنوات الماضية، وكان احتفال سهل نينوى؛ في العام الماضي، متفرداً في استدامة هذا المشروع عراقياً، فقد تم إلقاء قصائد باللهجات المحلية من قبل شعراء من الكرد والعرب والتركمان والشبك، فضلا عن اللغة السريانية، فضلاً عن أن جميع النصوص الشعرية حثت على تعزيز روح التعاون والتعايش بين هذه الأطياف التي تقطن منطقة سهل نينوى.