جانب من الاحتفال.. تصوير محمود رؤوف
الكلية العسكرية العراقية تحتفل بعيدها وتعلن تضمين مناهجها "مكافحة الارهاب وحروب المدن" والدفاع تؤكد: جيشنا اكتسب خبرة جيدة
2014/05/20 18:31
المدى برس/ بغداد
أكدت عمادة الكلية العسكرية العراقية، اليوم الثلاثاء، ادخالها مفردات جديدة تتعلق بمكافحة الإرهاب وحرب المدن في مناهجها التدريسية والتدريبية، في حين عدت وزارة الدفاع أن الجيش العراقي اكتسب "خبرة جيدة" من خلال مقارعته "الإرهاب" على مدى عشر سنوات، اوضحت أنها بصدد توثيق الدروس المكتسبة من ذلك لتضمينها في مناهج الكليات العسكرية.
جاء ذلك خلال الحفل السنوي الذي أقامته الكلية العسكرية، اليوم، في مقرها بمنطقة الرستمية جنوب شرقي بغداد، بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيسها، بمشاركة الدورتين 104 و105، وتضمن فعاليات قتالية ومسابقات رياضية مختلفة، وحضرته (المدى برس).
وقال عميد الكلية العسكرية، العميد الركن حامد مهدي الزهيري، في كلمته بالمناسبة، إن "الكلية تحتفل اليوم بالذكرى التسعين لتأسيسها في الـ12 من أيار 1924"، مشيراً إلى أن "الكلية مرت منذ تأسيسها بمراحل عديدة كان أهمهما إعادة تأهيلها عام 2004".
وأضاف الزهيري، أن "إعادة التأهيل تزامنت مع ظهور محورين مختلفين غير متشابهين، أولهما التطور العلمي والتقني الذي شهدته الجيوش العالمية، والثاني يتعلق بالإرهاب المقيت"، مبيناً أن "الكلية انتفضت لتراثها وتاريخها العريق وخرجت إلى النور بكل قوة وعزم لمواكبة التطور الحاصل في التدريب العسكري من خلال تعديل مناهجها الدراسية والتدريبية لتكون منسجمة معه".
وأوضح عميد الكلية العسكرية، أن "مناهج الكلية شهدت إضافة مادة عن طرق مكافحة الإرهاب، وتطور الأساليب التدريبية الخاصة بالقتال في المدن والمناطق المبنية"ـ لافتاً إلى أن "مجموعة من طلبة الكلية أرسلوا إلى أكاديميات متقدمة في بريطانيا وألمانيا واستراليا وإيطاليا لزيادة خبرتهم وقدراتهم العسكرية".
من جانبه قال مدير التدريب العسكري في وزارة الدفاع، اللواء الركن عباس محمد فزع، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المناهج التي تدرسها الكلية العسكرية تضاهي مثيلاتها في الكليات العالمية المتقدمة"، مبيناً أن "لدى العراق القدرة على استنباط الدروس العسكرية التي يمكن الإفادة منها وإدخالها في المناهج التدريسية والتدريبية".
وذكر فزع، أن "الجيش العراقي اكتسب خبرة جيدة من خلال مقارعته الإرهاب البغيض على مدى عشر سنوات، واستنتج من ذلك الكثير من الدروس والعبر"، مؤكداً أن "الوزارة بصدد توثيق تلك الدروس وإكسابها صبغة أكاديمية لتضمينها في مناهج الكليات العسكرية".
يذكر أن الكلية العسكرية العراقية (الأولى) تأسست عام 1924 وسميت حينها (المدرسة الحربية)، بهدف تخريج ضباط متدربين على أحدث الأساليب المتبعة في جيوش العالم، وفي الساعات الأولى من صباح الـ12 من أيار 1924، افتتحت الدورة الأولى برعاية الملك فيصل الأول، وحضر حفل الافتتاح الوزراء وكبار رجال الدولة والمندوب السامي البريطاني، بيرسي كوكس، والقائد البريطاني العام، الفريق أول هولدن.
وكان عدد الملتحقين (68) طالباً حضروا بملابسهم المدنية يتقدمهم آمر المدرسة، وآمرو السرايا والفصائل، وضباط دار التدريب، وتقرر حينذاك أن تكون مدة الدورة ثلاث سنوات على أن تلتحق إلى المدرسة دورة جديدة في بدء كل سنة دراسية، ليكون في المدرسة ثلاثة صفوف، سميت بـ المستجد - المتوسط – المتقدم.
وأصبحت المدرسة الحربية تسمى بـ"المدرسة العسكرية"، بعد صدور الإرادة الملكية بمنح الخريجين من الدورة الأولى التي تخرجت في تموز عام 1927، رتبة ملازم ثان في الجيش العراقي، وفي تموز 1927 انتقلت المدرسة العسكرية إلى الكرادة الشرقية، بجوار الجسر المعلق الحالي، بعد تخرج الدورة الأولى، أي بعد انقضاء ثلاث سنوات في الثكنة الشمالية، واعطاء الجيش أول ثمارها ورفده بخمسين ضابطاً دفعة واحدة، وبعد أن التحقت الدورة الثانية والثالثة في الثكنة الشمالية، ولما استقرت المدرسة العسكرية في الكرادة الشرقية، قبلت الدورة الرابعة في أيلول 1927، وتخرجت في أيلول 1930، وكان عدد الناجحين فيها (37) ضابطاً منحوا رتبة ملازم ثان.
وفي سنة 1939 وضع نظام جديد وأبدل اسم المدرسة العسكرية الملكية إلى "الكلية العسكرية الملكية".
ونظراً للتطور الحاصل في الكلية العسكرية ولزيادة استيعابها من الطلاب غدت ثكنتها في الكرادة الشرقية غير ملائمة لما تتطلبه الكلية من ساحات واسعة للتدريب وميادين كثيرة تمكنها من استيعاب العدد الذي بات يتزايد، فقد قررت وزارة الدفاع نقل الكلية العسكرية إلى "الرستمية" واستملاك أبنيتها من وزارة المعارف (التربية حاليا) بعد أن غرستها بالاشجار واعادة اعمار البنايات الموجودة فيها اصلاً. وأنشئت قاعات جديدة للدروس وهيأت ميادين كافية للالعاب والتدريب العنيف وكل المنشآت الضرورية المطلوبة لراحة وترفيه مقر الكلية والهيئات التعليمية والطلاب.
وقبلت الدورة السادسة والعشرون في ثكنتها الجديدة في الـ16 من أيلول 1947، كما تخرجت من هذه الثكنة الدورة الرابعة والعشرون، وجرت مراسيم التخرج في ساحة العرض في الثلاثين من حزيران 1948، وقد استقرت الكلية العسكرية في مكانها منذ ذلك التاريخ.
ومرت الكلية بمراحل عدة تقدمت فيها كثيرا، وتطورت اساليبها التدريبية والتدريسية على أسس علمية مدروسة تتماشى مع التقدم الحديث في المضمار العسكري والعلمي العالمي وكانت تصنف على أنها "رابع كلية عسكرية في العالم" من حيث مستواها التدريسي والتدريبي.