زَفَافُ عَشِيقٍ بـِ لَيِّلٍ تَهَاوَىَ
وَوُرُودٌ حَمْراءٌ عِنْدَّ اللِّقَاءِ تُنْثَرُ وَتُوَزَع
خَاطَبْتُهَا جَمِيلاً وَالقَلْبُ مِنْ أنْفَاسِهَا ثَائِرٌ
وَالرُوحُ إِلَيِّهَا شَاهِقَةٌ كالمَرِجَانِ تَتَرَبَعّ
تَسَارَعَت إِلَيِّهَا دَقَاتُ قَلْبي
وَطِفْلٌ رَضِيعٌ عِنْدَّ الأوْجَاعِ بَاكِياً مُفَزِع
حَدَّثْتُهَا طَوِيلاً والنَّاسُ نِيَامٌ
بَيِّنَ عِشقٍ وَغَرَامَاً وَخِصْرٌ مَائِلٌ مُبَدَع
والكَحْلُ بَيِّنَ عَيِّنِيهَا ألْهَمَني
شَغَفَاً يُوَارىَ لِي بِالأحْلامِ مُتَرَع
وَلُؤْلُؤٌ مَنْثُورٌ عَلىَ خَدِيِّهَا
أسْكَرَني وَأنَّا المَعْتُوهُ بـِ خَمْرِ وِجْنَتِّيهَا مُوَلَع
تَنَاهِيدُ سَهَرٍ فِي عُيُوني أطْيَافٌ
وَكُؤُوسٌ خَمْرٍ بِلَيِّلِ وَشَيِّطَانٌ لِلْهَوَى يُقَرْقِع
سَكِرْتُ بـِ لَذِيذَ أنْفَاسِهَا صُبحٌ وَعِشِيَةً
حَتَّىَ غَدَوْتُ كـَ شَيِّطَانٌ لا أُبالي بِمَا أصْنَع
وَرَقصُّ اِبْلِيسٍ لـِ فَرَحِي يُنَاشِدُني
وَشَهَواتُ لـِ دُنْيَا فَانِيةٍ بِّصَدْري تَتَهَشَمُ وَتُجْزَعّ
رَصِيفُ حَسْرَةً وَحِلْمٌ فَضْفَضَّ لِي نَفْسٌ
وَكُؤُوسَ خَمْرُ أنْصَافَ اللَّيَاليَ عَلىَ طَاوِلَةَ عُشَّاقٍ تَلسَع
ذَبَحتُ نَفْسي فَجَرا كِي لا أُعَاوِدُهَا
وَضَمِيرٌ عِنْدَّ الأشجَانِ بِهَا مُذَلَلٌ مُوَلَع
فَيا حَسْرَةً عَلىَ نَفْسي مَاذَا جَنَيِّتُ
وَكَيِّفَ سَأُجَاري الدُنْيَا والعَيِّنُ بَاكِيَةُ تَدْمَع
مَوْتٌ يَجُرُني لِلْقَاْعِ مَلْحَمَةً
فَيَا حَسَرَةٌ عِنْدَّ الأضْلاعِ كَأنَّهَا زَفَراتٌ تَتَلَوَّع
وَرُفَاتَ مَوْتَىَ بِالقُبُورِ مُبَعْثَرٌ
دُعَاءٌ مُسْتَجَابٌ وَآخَرُ هَيِّمَانٌ بِالدُّنْيَا لا يُرْفَع
كَـ نَعِيقُ غُرَابٍ فِي وِحْشَةِ اللِّيلِ
وَالنَّاسُ هَاجِعَةٌ بـِ أكْوَاخٍ وَأحْلامٌ تُوَدَع
هِيَ الدُّنيَا حِينَما نَعْبِدُهَا مِنْ غَيِّرَ رَبٍ
تُنْسِينا هَوْلَّ المَصَائِبَ بِيَوْمَ حِسابٍ لاَ يَرْجَع
وَجَهَنَمُ لَظَاً لِكُلِ فَسُوقٍ فَاجِرٌ
إمَّا حَياةٌ فَانِيَةٌ وإلا قُرْءانٌ بـِ يَوّمَ القِيَامَةِ يَشَفَع
غَوَانِيَّ تَتَراقَصُ سُوَيِّعَاتٌ أُنَاظِرُهَا
وَطَرقَاتُ بَابٍ بـِ يَدِ سَاحِرٍ تَتَمَزَق
فَيَا لَيِّتَ مَوْتِي كَانَّ قَرِيبَاً
وَيَالَيِّتَ شِعْري بِبُكَائي عِنْدَّ الأبْوابِ وَكَأنَّهُ شَيِّطَانٌ يُصَفِق
***********
مما لامس ذائقتي بشده