رجال دين وناشطون يشجبون تجنيد القاعدة للأطفال الانتحاريين
2014-04-07 محمد القيسي من بغداد
نشرت هذه الصورة على حساب يحمل الراية السوداء لتنظيم القاعدة في موقع تويتر في 16 آذار/مارس. ويسعى المسؤولون في الأنبار إلى تحديد هوية الطفل الذي تردد أنه فجر نفسه وسط مجموعة من الجنود في الرمادي. [الصورة مأخوذة من حساب ’الخلافة الراشدية‘ على تويتر]
أثارت صورة لطفل عراقي يرتدي حزاما ناسفا انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي سخطا في الشارع العراقي وفي أوساط رجال الدين والناشطين.
وقد انتشرت الصورة التي عرّفت عن الطفل بـ"أبو قسورة الشامي" في 16 آذار/مارس، على حساب "الخلافة الراشدية" الذي يحمل الراية السوداء لتنظيم القاعدة في موقع تويتر. وأورد الحساب أن الطفل فجر نفسه وسط تجمع لجنود عراقيين في شارع السيراميك بمدينة الرمادي.
ويقول رئيس منظمة حقوق الطفل العراقي كمال الساعدي إن هذه "ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها القاعدة أطفالا في عملياتهم الإرهابية لكن أن يتم ربط حزام ناسف حول خصر نحيل لطفل ويجري تفجيره فهذا أمر بشع لا يمكن تخيله أو تبريره".
ويؤكد أن الأطفال مثل "الشامي" الذين كانوا مجبرين أو خدعوا بقصص خيالية ووعود وهمية هم ضحايا السجل الإجرامي للقاعدة في العراق على حد وصفه.
ويتفق عضو مجلس الإفتاء الشرعي بمحافظة الأنبار، الشيخ ناصر خليل الدليمي مع الساعدي في الرأي بأن نشر داعش لصورة طفل وهو يرتدي حزاما ناسفا على موقع للتواصل الاجتماعي، أمر إجرامي وبشع ولا تقبل به أي ديانة سماوية.
ويوضح الدليمي في حديث لموطني أن "العمليات الانتحارية التي تنفذها القاعدة أو ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والاشم" لم نجد لها دليلا في بطون الكتب أو التاريخ الإسلامي ومنذ أكثر من 1400 سنة من عمر الإسلام.
ويتابع "على القاعدة ومن خدع بفكرها أن يعلم جيدا أن تلك العمليات ما هي إلا قتل مزدوج للانتحاري والأبرياء الآخرين وهو أثم مضاعف لمن يرتكبها فكيف بالطفل والفتى المراهق نحن نبرأ إلى الله والعالم أجمع من أن تلك الجرائم لا تمت لديننا بصلة".
تفجير أطفال بواسطة جهاز تحكم عن بعد
ويوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن بأن الشرطة المحلية في الأنبار وأجهزة الاستخبارات تجري تحقيقا كبيرا في الجريمة وتحاول التوصل إلى هوية الطفل.
ويعزو معن لجوء الجماعات المسلحة لاستغلال الأطفال لعزوف الشباب عن الانخراط في عملياتهم ونهجهم. وأوضح أن "[المسلحين] يعطونهم في بعض الحالات، السيارات والدراجات ويمنحونهم ألقاب ودور البطل المنقذ ثم سرعان ما يجد الطفل نفسه متورطا ويجبر على تنفيذ عمل انتحاري لا يمكن له التراجع عنه".
ويتابع "غالبا ما يقوم الإرهابيون بربط جهاز تحكم عن بعد لتفجيره في حال فكر بالهرب أو التراجع عن إداء المهمة".
من جهتها، تقول الناشطة في مجال حقوق الإنسان أسماء محمد لموطني من يقف وراء هذا العمل كان عليه ان يفجر نفسه بدل الطفل.
وتضيف محمد "على أولياء الأمور مراقبة أطفالهم ومنعهم من الالتقاء أو التواجد قرب من يكبرونهم سنا مهما كان السبب فضلا عن مراقبة ما يشاهدون أو يقرأون والانتباه للأسئلة التي يطرحونها".
وتؤكد خالدة فاضل 44 عاما، والتي تسكن الفلوجة، أن أم الطفل لا تزال تبحث عنه بالتأكيد. وقالت ستكون دماء هذا الطفل "بمثابة النار عليهم".
وتضيف "ستكون دموع والدته وباقي الأمهات التي سرقت القاعدة أبناءهم من أحضانهن لعنة تلاحقهم أينما كانوا".