المرأة تسجل حضورا برلمانيا وتشغل 22 مقعدا دون الحاجة الى الكوتا20/05/2014 08:06
لم تشكل الانتخابات البرلمانية التي اعلن عن نتائجها امس، تقدما ملحوظا في العمل الديمقراطي فحسب، انما دللت بشكل قاطع على انفتاح الناخبين في اختيار ممثليهم بعيدا عن جميع الحسابات، حينما احرزت النسوة اللاتي شاركن في الانتخابات التشريعية نسبة مقاعد يمكن ان تعد «جيدة» وهو الامر الذي اعتبره العديد من المراقبين بانه «نقلة نوعية في فكر الناخب العراقي» لاسيما بعد الاعلان عن فوز 22 امرأة امس، دون الحاجة الى الكوتا، التي بدورها ستزيد عدد مقاعد النساء في مجلس النواب.
واشترطت اللوائح الانتخابية، ضرورة تحقيق نسبة مقاعد للنساء بما لا يقل عن 25 بالمئة من العدد الكلي لاعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 328 عضوا، وفي حال عدم تحقق ذلك، فقد اوصت تلك اللوائح باتباع سلسلة من الاجراءات الهادفة الى ضمان حق المرأة في التمثيل البرلماني.وعلى الرغم من ضمان القوانين الانتخابية لحصص المرأة في البرلمان، غير ان النائبة ماجدة عبد اللطيف ترى ان فوز 22 مرشحة دون الحاجة الى الكوتا «انفتاح في الوعي الجماعي للناخب العراقي».
وترى عبد اللطيف، اهمية ان تتيح التشكيلة الحكومية تمثيلا اوسع للمرأة، ومنحها مناصب وزارية وحقائب مهمة في المؤسسة التنفيذية، لافتة الى ان المرأة اثبتت جدارة ومهارة في ادارة العمل البرلماني والسياسي، وتمكنت من الاشتراك كلاعب مهم في التشكيلة البرلمانية والحكومية، الامر الذي رسخ مبدأ اختيارها كممثلة للشعب في ذهنية الناخب العراقي.
وابدت النائبة، سعادتها في تحقيق المرأة لتلك النسب التي عدتها «جيدة» في الانتخابات البرلمانية، مبينة ان النساء حققن نسب فوز اعلى في المحافظات منه في بغداد، وهو الامر الذي عزته الى سهولة اقناع الناخب في المحافظات، فضلا عن اتساع حجم المنافسة واشتدادها في بغداد.
وتمثل زيادة النسب المتحققة بالانتخابات الحالية، مقارنة بانتخابات مجلس النواب للدورة الماضية، طفرة نوعية في طريق الديمقراطية من جهة، وفي اثبات المرأة لنجاحها في العملية السياسية من جهة اخرى، وهو الامر الذي تؤيده الناشطة ندى خورشيد، التي اعتبرت تحقيق المرأة لتلك النسبة من المقاعد دون الحاجة للكوتا «انتصارا للنساء».وتعتبر خورشيد، ان التجارب السابقة لترسيخ الديمقراطية في العراق، اعطت للشعب دروسا في تعلم اختيار المرشحين المناسبين، بعيدا عن جنسهم وانتمائهم، وهو ما تحقق بشكل جلي حينما اعلن عن فوز 22 امرأة في الانتخابات الحالية.
وحققت المرأة نجاحات متوالية في العمل السياسي خلال الاعوام الماضية، وهو الامر الذي ساهم في تغير بوصلة الناخب العراقي، نحو اختيار عدد من المرشحات اللاتي يرى انهن كفيلات بتمثيله في البرلمان المقبل، مثلما تشير الى ذلك النائبة سهاد العبيدي، التي منت النفس في ان تضم التشكيلة الحكومية تمثيلا نسائيا يليق بمستوى الحضور الذي سجلته المرأة في المحافل السياسية المختلفة.وتعزو العبيدي، اسباب نجاح المرأة في الانتخابات الحالية، خلال حديثها لـ «الصباح» الى الامكانات الطيبة التي اظهرتها في العمل البرلماني والاداري والسياسي، وتفوقها في شغل مساحات مهمة في عملية صناعة القرارات الوطنية، مؤكدة ان فوز المرأة في الانتخابات الحالية سيعطي للعالم انطباعا بنمو الديمقراطية في العراق، ونجاحها بشكل كبير، لاسيما بعد ان منح الناخب ثقة عالية للمرأة.