النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

محاكم دوليه

الزوار من محركات البحث: 1 المشاهدات : 753 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: October-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 213 المواضيع: 182
    التقييم: 7
    آخر نشاط: 15/June/2013

    محاكم دوليه

    أثارت محاكمة ستة من علماء الزلازل ومعهم مسؤول حكومي بتهمة القتل غير العمد في مدينة "لاكويلا" الواقعة وسط إيطاليا غضب كثير من العلماء. وكانت الدعوى قد أقيمت بسبب ما وصفته السلطات بأنه إخفاق في تحذير السكّان قبل وقوع الزلزال المميت في سنة 2009. وقد وقّع آلاف الأشخاص التماسات احتجوا فيها على المحاكمة باعتبارها منافية للعلم.
    ولكن هذه المحاكمة ركزّت الانتباه أيضاً على مشكلة مستعصية تعاني منها المناطق المعرضة للزلازل في جميع أنحاء العالم، وهي كيف يكون الإبلاغ بشكل فعال عن خطر كارثة محتملة؟ وأياً تكن وجاهة الأسباب في قضية لاكويلا فإن العلماء والمسؤولين الحكوميين يواجهون صعوبة في نقل ما يتوفر لديهم من معلومات بشأن خطر الزلازل على نحو يساعد في جعل الناس يستعدون للحدث من دون بث حالة ذعر بينهم.
    الزلازل تختلف عن سائر أنواع الكوارث الطبيعية الأخرى، فبوسع خبراء الأرصاد الجويّة أن يتتبعوا حركة إعصار بكل دقة، ولكن علماء الزلازل لا يستطيعون توقع وقت ومكان حدوث الزلزال. لهذا السبب استنكر العلماء المحاكمة الإيطالية قائلين أن المتهمين إنما يخضعون للمحاكمة بسبب فشلهم في تحقيق المستحيل.
    غير أن الذي تمكن علماء الزلازل من تحقيقه على نحو أفضل هو قدرة التنبؤ باحتمال وقوع زلزال ضمن رقعة محددة خلال فترة زمنية معينة. ذلك أن التحليل الإحصائي يظهر، على سبيل المثال، أن حدوث زيادة في بعض النشاطات الزلزالية، كأن تكون هزة خفيفة أو مجموعة من الهزات الصغيرة، يعني ارتفاع احتمال وقوع زلزال أكبر وأشد تدميراً في نفس تلك المنطقة.
    لكن الإحتمالات تبقى رغم كل هذا ضئيلة للغاية، ثم تزداد ضآلة مع مرور الوقت. لذا لا يمكن الإعتداد كثيراً بتنبؤ ضئيل الإحتمال إلى هذا الحد إزاء حدث جسيم وخيم العواقب. يقول الدكتور توماس جوردان، الأستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا ومدير المركز الزلزالي فيها أن المشكلة هي: ما قيمة هذا النوع من المعلومات وما الذي يمكننا أن نفعله بها؟
    هذه بالضبط هي المشكلة التي يواجهها المتهمون الإيطاليون. ففي الأشهر التي سبقت الزلزال الذي ضرب لاكويلا في 6 نيسان 2009، والذي بلغت شدته 6،3 درجة وقتل فيه أكثر من 300 شخص، شهدت المنطقة حدوث مجموعات من الهزات. هذا الحدث قد يكون رفع من احتمال وقوع زلزال كبير في المستقبل القريب بمعامل قدره 100 أو 1000، كما يقول الدكتور جوردان، ولكن الإحتمال رغم هذا يبقى ضعيفاً جداً (ربما واحد بالألف).
    ولكن في لاكويلا برز عامل لم يكن في الحسبان أدى الى تعقيد الوضع. فمع تواصل حدوث مجموعات الهزات لعدة أشهر حينها أصدر أحد السكان المحليين، وهو ليس بعالِم، عدة تنبؤات بقرب حدوث زلزال كبير، محدداً الزمان والمكان بناءً على قياسات قام بها لغاز الرادون المشع الذي أخذ ينبعث من التصدعات الصخرية. ورغم أن توقعاته تلك لم تثبت صحّة أي منها فقد زادت قلق الناس في المدينة ما جعل الحكومة الإيطالية تعقد اجتماعاً للجنة الوطنية للتنبؤ بالمخاطر في مدينة لاكويلا، وكان من ضمن تلك اللجنة علماء الزلازل والمسؤول الحكومي،.
    في ذلك الإجتماع أشار علماء الزلازل إلى وجود احتمال ضئيل أن يكون هذا النشاط الزلزالي دلالة على قرب حدوث زلزال كبير، ولكنهم أشاروا في نفس الوقت إلى أن خطر الزلازل ماثل على الدوام في لاكويلا ذات التاريخ الطويل مع الزلازل. ولكن في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع جاءت الرسالة الموجهة الى الناس مشوشة صاحبها تأكيد من المسؤول الحكومي بعدم وجود أي خطر.
    يقول الدكتور جوردان الذي رأس الهيئة التي شكلتها الحكومة الإيطالية بعد الزلزال للنظر في موضوع التنبؤ: "بدا الأمر وكأن الحكومة تؤكد عدم وجود احتمال لوقوع أي زلزال كبير في حين أن العلماء لم ينفوا الإحتمال كلياً."
    ولكن تصريح المسؤول الحكومي، وهو شخص غير متخصص بالزلازل، انتهك قانوناً أساسياً من قوانين إيصال المعلومات المتعلقة بالمخاطر. ذلك القانون ينص على أن الأشخاص المعنيين بموضوع معين عليهم أن يتحدثوا ضمن حدود اختصاصهم وخبرتهم، كما يقول دينيس ميليتي وهو أستاذ فخري للعلم السلوكي في جامعة كولورادو.
    عموماً، كما يقول الأستاذ مايكل ليندل، على العلماء أن ينبهوا مسؤولي الطوارئ إلى وجود احتمال بوقوع الحدث، ومن بعد ذلك يتحمل المدراء مسؤولية البت بقرارات قاطعة حول اتخاذ أمر الإخلاء أو حثّ الناس على القيام بتحضيرات أخرى أكثر بساطة. ولكن الأدوار في كثير من الأحيان تتداخل.
    يقول الدكتور جوردان أن مؤتمر لاكويلا الصحفي ذاك لم يسدّ ما هو في الأساس فراغ في المعلومات. ويمضي مضيفاً: "أحد المبادئ التي ينبهنا إليها علم الإجتماع هو أن الناس يريدون أن يسمعوا القول من أشخاص يثقون بهم، وأنهم يريدون سماع الأشياء تقال وتكرر. فالناس لا يرحبون بالمعلومات التي تأتيهم في وقت اقتراب الأزمة فقط، لأن تلك المعلومات لن تجد لديهم أرضية تستند إليها، عليك أن تعوّد الناس كيف أن هذه الأمور تبقى تدنو وتبتعد بلا توقف."
    أما ولاية كاليفورنيا، ذات النطاقات الزلزالية النشطة، فإنها تمتلك نظاماً لإيصال المعلومات المتعلقة بالمخاطر الى الناس على أساس منتظم، ولو أنه نظام لا يخلو أيضاً من ثغرات، كما يقول الدكتور جوردان.
    قبل زلزال لاكويلا بأسابيع قليلة أظهر تحليل لمجموعة من الهزات في جنوب كاليفورنيا تزايد احتمال حدوث زلزال كبير بالقرب من نهاية صدع سان أندرياس. ومع أن الإحتمال كان ضئيلاً فإنه كان كافياً لأن تتخذ مجموعة علمية قرارها بتحذير وكالة إدارة طوارئ الولاية. (وفي النهاية، لم يقع الزلزال.)
    يقول الدكتور ميليتي أنه حتى لو كانت المعلومات التي قدّمت في مؤتمر لاكويلا الصحفي صحيحة وتم تحذير الناس بوجود خطر أكبر قليلاً مما قيل لهم، فإن ذلك ما كان ليحدث فرقاً كبيراً. فالطريقة الوحيدة لتجاوز ذلك، كما يقول، هي من خلال

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,586 المواضيع: 5
    صوتيات: 432 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 35105
    آخر نشاط: 17/March/2023
    شكرا جزيلا على الخبر والتقرير

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال