حسناً لنرتب قصيدة الليل ،
أُلهم أصابعي الكتابة ،
وأنت تنحصر في شطرٍ أول ،
لــ أتسكع بين الأماكن
وأغمر تنهيدة وحيدة في جوف الإخراس
حينما تتقافز بملامحي تجاعيد الذكريات ،
أطوف حول فاه الحلم بساقٍ واحدة
خالية من خطوات الحياة ،
تقترب من الانزلاق في فجرك فأرمي
عليها قيوداً مرتفعة ،
تحجب عنها ما تبقى من ضوء ..
تتناسل في عقلي رائحة برد ،
فأميل برأسي ميلة واحدة
نحو معطفي ليدوي به رائحة صقيعٍ أعظم ،
لن أقترب منك لأميعها باحتواء كلمة ،
لن أقترب سأرفع صوت
ابتسامتي المرتجفة إلى قهقهة ،
تنبلج من صدرها شمس باهتة
في محاولة بائسة للانحياز عنك / عن ظلك ..
تنهض ضوضائك فجأة بشكلٍ مريع ،
تقشر الهدوء من أنفاسي ،
تخرج من قلبي يد الاحتياج إليك بامتداد لا ينتهي ،
تقبل عنق ثرثرتي بشوق ليذوب الصمت من خلالها ،
وتزيح دموع الارتياع من أهدابها بالتصاق دافئ ..
أنت أمامي ، أشهق حضورك ،
أفر مني نحو صوتك لأبحث عن الاحتياج
لأتعثر به في عناقٍ طويل ،
أفر مني نحو أذنك لأرى كم ليلٍ عبرها وهي تنتظر
أنفاس اشتياقي تعبر منها ،
أفر مني نحو عيناك لأرى كم سهرة ارتجفت
بالخواء والتحفت أهدابها ..
أوه أتراني ،
خرجت من هذه القصيدة مغتسلاً بوجهك !