-ماذا الآن.
-لا أعلم.
-إذا....
أنت لن تقلع عن إجاباتك المرجحة تلك...رجل الممكن واللاممكن في آن معا....رجل الرمادية في كلامك وأجوبتك...تهرب من الأجابات القاطعة خوفا...رجل المواقف المتطرفة...تمارس مبادئك بتطرف...تخوض تجاربك الخاطئة منها والصائبة بأقصاها.
-تعرفيني إذا؛لم ذلك الألحاح.!؟
-أنت من لا تعرف نفسك....فأنت لا تخاف الخطأ...لكنك تخاف نقده....تخاف تصفية الحساب مع نفسك....تريد دائما لعب دور الضحية؛بأنانية.....أنت نفسية مريضة.
-يمكن!؟
-أها....أرأيت!
-ربما لست الضحية....لكنني بالتأكيد لست الجاني.
-من إذا؟
-كلانا ضحايا قضية....قصة عشق ما....أزمة انتماء....لا أكثر....قدرنا أن نتورط مع مرضى نفسيين...مصابين بحلم السعادة....أبلتهم الخيبات المتتالية.
-أهكذا تظن!
-بل هكذا أؤمن.
-حسنا....سأقول لك شيئا عن نفسك....أتنمى ألا يزعجك...لكنه سيفعل.
أنت الليلة وحيد...تختنق بغربة...غربة عن نفسك....أنت تائه بلا وطن....بلا عقيدة ولا أنتماء....تخنق الأفكار بوسادة صمتك....تهرب منها إلى الكآبة....ومن الناس....أنت أضعف من أن تخرج إلى العالم....تبتسم بأدعاء السعادة....تسألهم عن حالهم وكأنه يهمك....تجيب بهزة رأس إلى الأسفل....وإغماضة عين و"تمام" على السؤال عن حالك....أنت صفر....بل لا شيء.
-ربما بعض ما تقولين صحيح!
-ربما........!