«الصباح» وصناعة المشهد الثقافي19/05/2014 10:26
أن تعنى الصفحة الثقافية بصناعة مشهد ثقافي فاعل وحقيقي، فهذا يعني جدية العمل ومهنيته، مثلما يعني حرص المحرر الثقافي في هذه الصحيفة على التعاطي بمسؤولية مع هذه الصناعة الثقيلة، ومع أسئلتها، واستحقاقاتها في تسويق خطاب ثقافي يوازن بين معطى وحاجة الصحيفة اليومية، وبين القيمة الثقافية في رسالتها وفكرها وتقاناتها الاخرى.
احسب أن "الصباح "- وطوال هذه السنوات- استطاعت أن تؤسس لنفسها نظاما مؤسساتيا للعمل في مجال الصحافة الثقافية، وكذلك حيازة التقاليد الواضحة في مجال تقديم(الخطاب الثقافي) وتسويقه، في ظل فضاء تنافسي صاخب، وفي ظل واقع اجتماعي وسياسي منفتح على الكثير من حرية الأسئلة الثقافية، في مستوياتها المعرفية والفنية والأسلوبية، وكذلك في مستوياتها المهنية، بوصف هذا الخطاب خاضعا لأحكام التداول والاستهلاك، وخاضعا إلى محددات المتابعة اليومية للعمل الثقافي بكل تمظهراته.
إن منهجية الصحيفة، قد استطاعت أن تقدّم لنا صورة مشرقة للصفحة اليومية، المعنية بمتابعة الخبر والتقرير والتحقيق، وكذلك تقصي ماهو جديد في اليوميات الثقافية، وكذلك صورة مهنية مميزة عبر ملحقها الأسبوعي الذي تحول إلى فضاء ثقافي مهم، استقطب العديد من الأسماء الفعالة في حياتنا الثقافية، مثلما تلمس العديد من الإشكاليات الثقافية المهمة، تلك التي تضع العقل الثقافي العراقي في مرحلة مابعد انهيار النظام الشمولي، أمام الكثير من التحديات الثقافية، على مستوى الوعي والجدل والسؤال، وعلى مستوى استشراف معطيات التحول التاريخي الاجتماعي والسياسي، الذي يشكل الخطاب الثقافي مجسه الغامر في مجالات التفكير والتعليم والتنمية والمعرفة.
صحيفة "الصباح" مؤسسة للصناعة الثقافية، ومجال لإعادة تأهيل الخطاب الثقافي، ولخلق تنافذات مابين الثقافي والسياسي، والثقافي والاجتماعي والأكاديمي، فضلا عن كونها تحولت إلى مصدر مهم من مصادر تسويق البضاعة الثقافية إلى جمهور يحتاج إلى رأي عام ثقافي جديد، وإلى موجهات ثقافية تعيد الثقة بالثقافة بوصفها رسالة إنسانية وجمالية ومعرفية.