بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
حقيقة الايمان .... 2
طريقة الانتقال من النقص والظلال الى الحقيقه والكمال .
كيف لنا ان ننتقل من النقص الى الكمال , ومن الظلال الى الحقيقه , فذلك يكون عبر تطبيق مجموعه من المفاهيم وهي :
اولآ : الشعور بالنقص واليقضه من الجهل والغفله , وذلك عن طريق الذكر الالهي , فذكر الله عز وجل مما يجعل الانسان يشعر بالنشاط والهمه والطموح نحو المعالي , وبعباره اخرى , يغير جميع مجريات حياه الانسان نحو السعاده والكمال وذكر الله تبارك وتعالى يزود الانسان بطاقه الايمان وروحه فعلينا ان ننطلق من الكل , والراحه والنوم صلاة الليل مثلآ , والتي تجعل القلب عامرآ بالايمان .
روي انه مما ناجى الله سبحانه داود - عليه السلام - ( يا داود وعليك بالاستغفار في ولج الليل فانظر الى ارتفاع النجوم في السماء , وسبحني واكثر من ذكري حتى اذكرك . يا داود ان المتقين لا ينامون ليلهم الا بصلاتهم لي , ولا يقطعون نهارهم الا بذكري .
يا داود انه من يصلي بالليل والناس نيام يريد بذلك وجهي فاني آمر ملائكتي ان يستغفروا له وتشتاق اليه جنتي فيدعوا له كل رطب ويابس , وقال تبارك وتعالى { ومن الليل فتهجد به نافله لك عسى ان يبعثك ربك مقامآ محمودآ } .
عن امير المؤمنين - عليه السلام - (( صلاة الليل مصحه للبدن , ومرضات للرب عز وجل وتعرض للرحمه وتمسك باخلاق النبيين )) .
ثانيآ : الابتعاد عن الشهوات ولاهواء النفسيه .
تخيل نفسك سفينه , فماذا تفعل لتنجيها من القراصنه ؟
فالخضر - عليه السلام - خرق السفينه كي يحافظ عليها , والنفس سفينتك تقودك وفق ما تريد فاخرقها بعقلك كي تبقى عليها , أخرق عقلك بقوة الايمان كي يستنير بنوره ,
والخضر - عليه السلام - قتل علامآ لانه سيكون في المستقبل سبب في قتل وشقاء الاخرين , ونحن علينا ان نقتل غلام انفسنا وهي الشهوات لنصل على فيوضات الايمان , فاذا فعلنا هذه الامور فاننا سنتجه نحو بناء الجدار اي بناء النفس .
ثالثآ : طاعة الملك , فانها الوسيله الاهم التي تجعل الانسان ينتقل من ظل الايمان الى حقيقة الايمان .
ولعل من اهم الاسباب التي تجعل الانسان لا يطيع لائحة الملك او يتهاون فيها ( وهي قائمة الاحكام الشرعيه والاخلاقيه في القران ولسنه التي انزلها الله تعالى ودعا الناس الى متابعتها , الواجبات والمحرمات والمكروهات والمستحبات ) او يتكاسل عنها هو : حب الدنيا , حب الدنيا يكبل لانسان ويمنعه عن الحركه في الوصول الى حقائق الامور , قال تعالى : { ألهاكم التكاثر } وعن النبي - صل الله عليه واله - : (( لتاتينكم بعدي دنيا تاكل ايمانكم كما تاكل النار الحطب )) وعنه - صل الله عليه واله - : (( حب الدنيا رأس كل خطيئه ))
رابعآ : التوبه والطهاره : اذ كل انسان حينما يرتكب ذنبآ ويريد العوده الى الله سبحانه فانه يتوب ويغتسل , وهكذا اذا اردنا الانتقال من ظل الايمان الى حقيقة الايمان فعلينا بالطهاره , وهي تنقسم على ثلاث اقسام :
اولآ : الطهاره التشريعيه : ونقصد بها احترام احكام الرب تبارك وتعالى وتنفيذها .
ثانيآ : الطهاره الحقيقيه : وهي رؤية الاعمال في جنب الله سبحانه كالعدم .
ثالثآ : الطهاره الطريقيه : اي التوبه والرجوع الى الله سبحانه وهي على ثلاثة اقسام :
1 - توبة الاقوال : وهي تلفظ عبارات التوبه ومرادفتها .
2 - توبة الاعمال : اي ارجاع حقوق الاخرين سواء كانت حقوق معنويه او حقوق ماديه .
3 - توبة الاحوال : اي تغيرها من حال متدنيه الى مراتب عاليه من التقوى والخشوع لله تبارك وتعالى وهي ما يعبر عنها ب ( التوبه ) .
4 - اقتلاع جذور الكفر من القلب :
فهناك من الرذائل والافكار ما يحول القلب الى بلقع ولعل اهمها هي : الغضب , و الحقد , والحسد , والرياء , والكبر , والعجب , والغرور .
وهناك افكار ايضآ بمثابةالشوك الذي يقتل زرع الايمان ويمنع من نموه .
فحاول ان تخرج نفسك من ظل لايمان الى حقيقته والا فلا تأمن من الزلل وسوء الخاتمه , كما حصل مع علي بن ابي حمزه البطائني الذي عاش مع المعصوم ما يقارب ثلاثين عامآ ولكنه في النهايه عزف عن خط الحق والسبب : لانه كان يعيش في ظل الايمان لا في حقيقته اي كان ايمانه معارآ ولم يكن مستقرآ
والحمد لله رب العالمين