ملوك الغباء
مريم الحسن
و ظننتمونا الأغبياء…
ترهقون أسماعنا
بالحديث عن الحقوق
و عن الدساتير
و أنتم أرباب الرياء
تلفقون لنا الثورات
كي نثور على القوانين
و شعوبكم أحق بهذا الدواء
تتغطرسون و تتجبرون
و تحاربون الأمل أينما حلّ
فقط لكي تظلوا للظلم و للذل أوفياء
ما شأن تخلفكم؟
و استبداد ممالككم؟
و نفاق ألسنتكم بكلام غيفارة؟
ماذا تعرف نوق و خيام بداوتكم
عن طقوس الحضارة؟
تفتون بحقوق الشعوب على أرضنا؟
و شعوبكم المكممين بالقهر كلهم سجناء؟
ملوك أغبياء
تبّع أذلاء
ظننتمونا الأغبياء
لنبتلع صامتين سماً
طبختموه لنا
بكل خبثٍ في كواليس الحقارة؟
ظننتمونا الجبناء
لنمرر صاغرين استعماراً
اتانا متخفياً بثورات القتل و الدعارة؟
ظننتمونا أتباعاً لكم
كخونة من قومنا عندكم
باعوا الدار
و ارتضوا العار
لقاء دينار
يشتري به المحتل انتصاره؟
ظننتمونا الأغبياء
و نحن من رحم الحرية خلقنا
و لأنها لنا هوية ثبتنا
و بسيف المقاومة الأبية طعنّا
مكائد خبثكم بيد لاءات السيادة و الكبرياء
ظننتمونا الضعفاء
و نحن من اسقطنا أكاذيبكم
و قاتلنا بشاعة أساليبكم
وعرضنا جثث زناديقكم
جيفاً مرميةً الأشلاء في العراء
ظننتمونا الأدعياء
و نحن من استردينا الحقيقة من أفواهكم
و حطمنا بفأس حقها أصنامكم
لتظل طاهرة من إرهابكم
و من رجس زيف الإفتراء
نحن من صنعنا من دم الشهادة متاريسنا
و حفرنا بأظافر صبرنا أشرف تواريخنا
ليشهد عليكم تاريخنا
بأنكم كنتم على التاريخ كله دخلاء
نحن من قطعنا الصحارى
ومن عبرنا البحور
و من نشرنا الحضارة
و حفظنا ديانات السماء
لا نقبل درس الحرية
من فم مستعمرٍ كل مقاصد سياسته مذلتنا
و لا نتعلم الديمقراطية
من ممالك مازالت ببدع جهلها تتحفنا
و لا نرضى التذلل مثلكم
لغاصب أرضنا ليقتلنا
لا
نحن لا نسلم عدونا كرامتنا
و لا نهب قاتل أبناءنا ثروتنا
ليصير هو الآمر الناهي سيدنا
و نصير نحن عرباً مشتتين بلا هوية أو إنتماء
نحن الأقوياء
فأوقفوا سعي أوهامكم لكسر إرادتنا
و ارفعوا فتن أموالكم عن آمال أمتنا
و اعترفوا بحق و قوة مواقفنا
و بحقيقة أنكم
مجرد دمى بيد الغرب…و ملوك أغبياء