طبخة بحص: تغني عن جوع
جورج ابو معشر
بلغ رذاذ، الربيع العربي اعلى المواقع اللبنانية، واغتال الحقد العاطفة وصدق «طرفة بن العبد» عن ظلم ذوي القُربى، الذي هو اشّد مضاضة على المرء من وقع الحسام المُهنّد، وانقسم، آل مارون، واتباع مار مارون، ولسان حالهم يقول:
او انا او لا احد!
في الظاهر للعلن خلاف حول هوية رئيس الجمهورية الجديد، وهل يكون من الدرجة الاولى، ام الثانية من حيث المرتبة الطائفية، ام هو «مكلف» ليلعب «باسم» كتلة نيابية يرأسها في البرلمان او في الشارع زعيماً مسلماً.
الا ان الواقع المخفي يتعدى في ابعاده، القصر، والشخص، والكرسي، الى الدولة اللبنانية ككل، والى المستقبل السياسي بالنسبة للجوار العربي والاسرائيلي المرتبط بإحكام غربي «بالربيع العربي»، وامتداداته في داخل، وخارج الدول العربية ومنها لبنان «الحصرمة» في العين اليهودية.
ان ما جرى يجري في ساحة النجمة، من حضور نيابي معين، او من تعطيل للنصاب – ليس هو بنصب – كما جاء في اللافتات السياسية المعلقة على الطرقات وانما هو، ردات فعل… لافعال لم تتم الموافقة عليها في عواصم القرار الفاعل.
عندما يرفض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، «تكريس سابقة حكم المسلمين للبلد دون المسيحيين» انما يهدف الى احباط مؤامرة، بدأت باحاكتها، جهات مشبوهة ترمي الى طرح مشبوه يتناول الخريطة – الديموغرافية – للبنان اليوم، امعاناً في تعميق الهوّة الطائفية والمذهبية، في هذا البلد، الذي يشكل، خطاً دفاعياً فاعلاً في وجه اسرائيل وعملائها المقنعين في الزوايا الحاكمة في العالم العربي المشتعل «بنفط» الربيع العربي.
الا ان الاشارة الى المؤامرة الاسرائيلية المستمرة عربيا، وداخلياً، والهادفة الى الهاء، العواصم العربية، بمشاكلها الداخلية لتفريغ ما تبقى من الضفة الغربية، لاحلال، ما يزيد على نصف مليون يهودي اوكراني، مكان الفلسطينيين المتلهين بفتح وحماس. لا تبرر بتاتاً تلك الحملات المخجلة، بين زعماء الموارنة، للجلوس على كرسي الرئاسة، دون ادراك، لتعذر الجواب على السؤال الآتي :
رئيس على من سيكون؟
على لبنان الامثولة بحسب قول البابا القديس يوحنا بولس الثاني، ام على لبنان المتقاتل حول اعلى مركز في الجمهورية اللبنانية الضائعة بين مصالح الغريب وبين مطالب حنا غريب… المحقة.
في الافق الاميركي لعبة يديرها دايفيد هيل، وما ادراكم «بهل» للوصول في نهايتها الجهنمية، الى تكرار ما حدث على الصعيد السياسي والاتيان بحكومة سلامية ما كان غير الله، عزّ وجل، يتوقعها تشكيلا ومناصب.
ثبت في لبنان هذا الزمان. ان «طبخة البحص»، صارت تغني عن جوع، دون ان تؤكل، وهذا ما يعرف بعلم النفس، واقعاً يؤدي بالمريض… وكأنه على تخمة اذا ما خضع الى اغراءات شهية، كمناصب ادارية، او عسكرية او صفقات استثمارية، الى اخر ما هنالك، من امور لبنانية.
لا يحتاج لبنان اليوم، الى غرفة عناية فائقة جديدة بعدما اثبتت اللقاحات فائدتها والمقايضة بين الرئاسة الاولى والتعيينات المرتقبة هنا، وهناك يمكنها ان نغني عن «قصر» في مقابل وظائف رسمية… فيسلم البلد من شر الربيع العربي الى واقع بات مكرراً على علاته.
الديار