وفاته
في الأول من مارس 1953، وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي لافرينتي بيريا و"خوروشوف" وآخرون، تدهورت حالة ستالين الصحية ومات بعدها بأربعة أيام. تجدر الإشارة ان المذكرات السياسية لـ "مولوتوف" والتي نُشرت في عام 1993 تقول أن الوزير "بيريا" تفاخر لـ "مولوتوف" بأنّه عمد إلى دسّ السم لستالين بهدف قتله. وقد ذكرت المصادر الرسمية ان وفاته كانت نتيجة جلطة دماغية.
لغز موت ستالين وتعدد الروايات
ظلت قضية موت ستالين تشكل لغزا محيرا حتى يومنا هذا بسبب تعدد الروايات وتناقضها فيما بينها فهل مات الزعيم السوفيتي نتيجة لاسباب طبيعية ام تم قتلة عمدا؟
شهادة خروتشوف
ستالين مع خروتشوف 1936
يقول خروتشوف : في شباط، عمل ستالين طويلاً في مكتبه في الكرملين. في الليل، وعلى عادته، شاهد فيلمًا (وكان ذلك من أهم هواياته المفضلة) برفقة بيريا، مالينكوف، خروتشوفوبولغانين. بعدها، ذهب الجميع لتناول الحساء – وهذا تقليد آخر شبه يومي – في بيت ستالين الريفي في كونتسيو. وحسب رواية خروتشوف، انتهى العشاء قرابة الساعة الخامسة أو السادسة صباحًا: "كان ستالين ومزاجه رائعًا. وهكذا، بعد هذه "الجلسة"، عدنا الى منزلنا سعداء , في اليوم التالي، الأحد في الأول من آذار، "وهو عادة يوم عطلة"، أمضى خروتشوف نهاره في منزله، بانتظار تلقي مخابرة من "الزعيم" كما يحصل كل يوم. وانتهى نائمًا حين استيقظ فجأة في الليل على صوت رنين الهاتف، وكان مالينكوف يعلمه أن حرس ستالين ومرافقيه شعروا أن ثمة شيء ما أصابه. وكان مالينكوف قد أبلغ أيضًا بيريا وبولغانين. بعدها انتقل خروتشوف بسيارته إلى البيت الريفي في كونتسيو حيث التقى معاونيه. وقال له الحرس إنهم كانوا قد أرسلوا خادمة ستالين ماتريونا العجوز لتحصل على أخبار منه. فوجدته واقعًا خارج سريره نائمًا على الأرض. حينها، مدده الحرس على أريكة في الغرفة المجاورة. وفي روايةخروتشوف أن الحرس اعتقدوا أن ستالين كان ثملاً: "حين علمنا بالأمر، قررنا أنه من غير اللائق أن نظهره (ستالين) في هذه الحال المزرية وغير اللائقة". وعاد كل واحد إلى منزله. بعد ساعات، في الساعات الأولى من فجر آذار، عاود مالينكوف الاتصال بخروتشوف ليقول له إن الحرس عاودهم القلق الشديد من جديد. خروتشوف، بيريا، مالينكوف، وبولغانين وأيضًا كاغانويتش ووروشيلو عادوا من جديد إلى المنزل الريفي في كونتسيو بعد استدعائهم بواسطة التلفون، وكانوا قد اتصلوا بأطباء. تقرر أن حالة ستالين سيئة وخطيرة، وقرر حينها مساعدوه الستة الكبار تنظيم حراسته من أربع وعشرين ساعة على أربع وعشرين، اثنين اثنين ومداورة، قرب سريره.[37]
شهادة حارسة الخاص
أما رواية حارس ستالين الخاص فتختلف عن رواية خروتشوف في نقاط عدة. حسب قول الكسندر ريبين، غادر خروتشوف والمعاونون الآخرون منزل ستالين الريفي في الأول من آذار الساعة الرابعة فجرًا بعد أن تناولوا بضع كؤوس من عصير الفاكهة. عند الظهر، بدأ الحارس الخاص أمام باب ستالين يقلق لعدم سماعه أي حركة من ناحية مسكنه. وكان ممنوعًا بشكل قاطع أن يصعد أحد ليرى ستالين من دون أن يكون مدعوًا مسبقًا. قرابة الساعة السادسة والنصف مساء، أضيء النور في مكتبه، اطمأن الجميع بانتظار مكالمة منه. كان الوقت يمرُّ من دون أن يعطي ستالين أي إشارة. قرابة الساعة الحادية عشرة ليلاً، وصل القلق إلى أقصى درجاته، لكن ما من أحد كان يجروء على فتح بابه. أخيرًا، وعند وصول البريد الخاص من الكرملين إلى المنزل الريفي، أعطى ذلك حجة للمفوض لوزغاتشيف بأن يدخل الى غرفة ستالين. وجده ممدًا على سجادة بالقرب من مكتبه. كان عاجزًا عن الكلام، من دون أن يفقد الوعي. وأشار ستالين برأسه بالإيجاب حين سأله الحرس إذا كان ممكنًا أن ينقلوه إلى الأريكة. بعدها تم الاتصال تلفونيًا بوزير أمن الدولة انياتيا. ونصح هذا الأخير باستدعاء بيريا أو مالينكوف. لم يتمكنوا من إيجاد بيريا. ومن دونه، لم يصل مالينكوف إلى قرار. أخيرًا، تم العثور علىبيريا وكان في واحدة من الشقق التي يمتلكها. أعطى أمرًا إلى الحرس بعدم التصريح بالموضوع إلى أي كان، مشيرًا إلى أنه قادم مع أطباء. لم يصل قبل الساعة الثالثة فجرًا، يوم الاثنين آذار، ولم يكن برفقته إلا مالينكوف. وكان ستالين يبدو حينها وكأنه يغط في نوم عميق. واتَّهم بيريا الحرس بأنهم اختلقوا قصصًا من لا شيء، وعلى الرغم من اعتراضات لوزغاتشيف على كلامه مؤكدًا أن ستالين شديد المرض، غادر بيريا بصحبة مالينكوف. ولم يظهر معاونو ستالين في منزله الريفي قبل الساعة التاسعة صباحًا، وكانوا بصحبة أطباء. وأُعطيت له أول الاسعافات الأولية، قرابة عشر ساعات بعد اكتشاف إصابته بالمرض، وكان نزيفًا في الدماغ.[38]
شهادة ابنة ستالين
وصلت ابنة ستالين إلى المنزل الريفي في كونتسيو في صباح الثاني من آذار وقد وصفت اللحظات الأخيرة من حياة والدها بالكلام الآتي: "كان النزيف قد اجتاح دماغه. بدأ وجهه يزداد اصفرارا وفي لحظة، قبل النهاية، فتح فجأة عينيه ليضم بنظره كل من كان حوله.كنت انظر الى عينية وكانت نظرتةالاخيرة وبداء فيها وكأنة يحس بحزن عميق ، وفجأة، - حصل ما لم أفهمه وما لا أفهمه حتى اليوم من دون قدرتي على نسيانه – في اللحظة الاخيرة رفع ستالين يده اليسرى، وكأنه يملي علينا أمرًا ما من فوق، وكانة يريد الاشارة الى احدنا لكن سقطت يده ومات".[39]
الرواية الرسمية
مع اعتراف سفيتلانا أنه لم يكن ممكنًا انقاذ والدها في تلك اللحظة إلا أنها اتهمت بيريا وألقت عليه كامل المسؤولية في تأخيره من دون أن تشير إلى أحد غيره من أعضاء الحرس والمسؤولين وقالت بأن بيريا قد تعمد في تأخير الاطباء بحجة ان الطريق تغطيه الثلوج. وذكَّرت أيضًا أنه تمامًا بعد موت ستالين، "سارع بيريا إلى البهو الخارجي. ولم يكسر الصمت الذي كان يخيِّم على الغرفة التي تجمع الكل فيها من حول سرير الميت إلا صوت بيريا العالي والمنتصر وقال بفرح :"كروستاليي، أعطني سيارتي!"، ثم أعطى أمرًا بمغادرة كل أعضاء الحرس والمرافقين الشخصيين لمنطقة كونتسيو حيث المنزل الريفي وهدد بيريا الجميع بالمعاقبة في حال اعترف أحدهم بأي تفصيل أو صرح بأي كلام معارض للرواية أو النسخة الرسمية وقال لهم: الرواية الرسمية كالتالي "قضى ستالين جرَّاء إصابته بنزيف دماغي حاد، الثلاثاء في الثالث من آذار عند المساء، حين كان يعمل في مكتبه في الكرملين". هكذا تلقى الشعب السوفياتي نبأ مرضه في الرابع من آذار. وتلى البيان كلام يدعو الشعب السوفياتي إلى "اثبات وحدتهم وتضامنهم وقوة قلبهم وعزمهم في أيام المحنة تلك". بعدها، بدأ الراديو بث موسيقى كلاسيكية من أعمال جان سيباستيان باخ. بعد ثمان وأربعين ساعة، الجمعة آذار، وفي تمام الساعة الرابعة عند الفجر، سُمعت دقات على الطبول قبل الإعلان القدري: مات زميل لينين في ، مات حامل راية عبقريته وقضيته، المربي الحكيم وقائد حزبه الشيوعي والاتحاد السوفياتي الرفيق جوزيف فيساريونوفيتش ستالين ، في الخامس من آذار، في الساعة التاسعة وخمسين دقيقة، في موسكو".[40]
رواية الأطباء اليهود وخيانة بيريا
بالرغم من تعدد الروايات الا ان هناك رواية تقول ان الاطباء القوميين اليهود اللذين عمل ستالين على اجتثاثهم هم من قامو بقتله , فبعدما قام هولاء الاطباء بتسميم ستالين سنة 1947 فشلو في ذلك وعمل ستالين على الانتقام منهم بعدها جعل ستالين بيريا هو من يشرف على الكادر الطبي ضمانا لسلامته لكن الاطباء الجدد لستالين كانو يتعمدون اهماله ويعطونه حقن وجرعات ذات تأثيرات سلبية على صحتة ويشير الاطباء المعاصرون على ان الجرعات التي كان يعطيها الاطباء لستالين تشكل خطراً على كبار السن وتساهم في نقص التروية للشرايين أي أنها بعبارة أخرى تؤدي إلى حدوث جلطة دماغية سريريه. وعندما كان الكادر الطبي يشخص مرضة قامو بحقنه بمادة الأدرينالين التي تسبب تشنج في الأوعية الدموية وهذا أمر مرفوض أثناء الإصابة بالجلطة الدماغية مما ادى الى تدهور الحالة الصحية لستالين , كل هذا يشير الى ان الكادر الطبي الذي كان يعالج ستالين مكون من الاطباء اليهود اللذين عمل ستالين على اجتثاثهم بلا هوادة وكان يصفهم بجواسيس امريكا وبالقوميين البرجوازيين , وبما ان بيريا هو الذي اختار هذا الكادر الطبي وهو الذي كان يشرف علية فقد تم اتهامه بالتجسس لصالح الامريكيين والخيانة العظمى لقتله لستالين وبعد فترة قصيرة تم تجريده من كل رتبه واعدامه وقد توسل بيريا الى خروتشوف وركع على ان يعفو عنة لكن بلا جدوى.[41]
هل كانت هذة الروايات صحيحة؟
يعتقد بعض المؤرخين ان التهم الموجهة لبيريا والروايات ملفقة من قبل خروتشوف ويرون ان خروتشوف اختلق هذة الروايات حتى يعدم بيريا بتهمة الخيانة وتصبح السلطة لة فقط, خصوصا ان خروتشوف قال في البداية ان ستالين كان يعاني من الامراض وكان موته طبيعيا في الرواية الرسمية لكن العائد الى السجلات يجد ان ستالين كان يتمتع بصحة جيدة وقد قام ستالين بتخطيط للقلب في بداية عام 1950 ويضهر فيه انه كان يتمتع بلياقة وصحة عالية وان خروتشوف اختلق رواية ان ستالين مريض حتى يبرر ان موته كان طبيعي ويبعد الشكوك من حوله , في النهاية تضل قضية موت ستالين من الالغاز المعقدة التي لم تحسم حتى يومنا هذا.[42]
التحنيط ثم الدفن لاحقا
قبر ستالين
تم تجهيز جنازة كبرى لستالين وحضرها مايقارب 3 ملايين شخص من شتى انحاء الاتحاد السوفيتي من الفلاحيين وعامة الناس وصولا الى القادة الكبار في الحزب ومارشلات الجيش وقادتة كما حضر جنازتة عدد من القساوسة. بعدها تم نقل جثمان ستالين ووضعة بجانب جثمان لينين , وبقيت بجانب لينين حتى 1961 بعدها حركت ودفنت بالقرب من الكرملين.