وفي العام 1922 تقلد ستالين منصب سكرتير الحزب وبعد ممات فلاديمير لينين في يناير1924، تألّفت الحكومة من الثلاثي: ستالين، وكامينيف، وزينوفيف. وفي فترة الحكومة الثلاثية، نبذ ستالين فكرة الثورة العالمية الشيوعية لصالحالاشتراكية المحلية[14] مما ناقض بفعلته مبادئ "تروتسكي" المنادية بالشيوعية العالمية. تغلب ستالين على الثنائي كامينيف وزينوفيف بمساعدة التيار الأيمن للحزب المتجسد في بوخارنوريكوف حيث نجحوا في طرد تروتسكي، زينوفيف وكامينيف من اللجنة المركزية في عام 1927 ثم من الحزب الشيوعي.
قبل الحرب العالمية
أثر ستالين في تغيير الاتحاد السوفيتي من ناحية الصناعة[عدل]
بالرغم من المصاعب التي واجهها ستالين في تطبيق الخطة الخمسية للنهوض بالاتحاد السوفييتي، إلا أن الإنجازات الصناعية أخذت بالنمو بالرغم من قلة البنية التحتية الصناعية والتجارة الخارجية فقد تفوق معدل النمو الصناعي الروسي على كل من ألمانيا في القرن التاسع عشر كما فاقت غريمتها اليابانية في أوائل القرن العشرين. تمكّن ستالين من توفير السيولة اللازمة لتمويل مشاريعه الطموحة عن طريق التضييق على المواطن السوفيتي في المواد الغذائية.
الزراعة التعاونية[عدل]
مجموعة من الاطفال وهم يساعدون الفلاحيين في جمع الحصاد 1933
فرض ستالين على الاتحاد السوفييتي نظرية الزراعة التعاونية. وتقوم النظرية على استبدال الحقول الزراعية البدائية التي تعتمد على الناس والحيوانات في حرث وزراعة الأرض بحقول زراعية ذات تجهيزات حديثة كالجرّارات الميكانيكية وخلافه. وكانت الحقول الزراعية في الاتحاد السوفييتي في عهد ستالين من النوع الأول البدائي. نظرياً، من المفترض أن يكون الرابح الأول من الزراعة التعاونية هو الفلاح، إذ وعدته الحكومة بمردود يساوي مقدار الجهد المبذول. أمّا بالنسبة للإقطاعيين، فكان هلاكهم على يد الزراعة التعاونية. فكان يفترض بالإقطاعيينبيع غلّاتهم الزراعية إلى الحكومة بسعر تحدده الحكومة نفسها. كان من السهل جداً طرح أي نظرية من النظريات ولكن الزراعة التعاونية ناقضت ثروة الإقطاعيين الأغنياء وأعطت مزارعهم للفلاحين الصغار. فلاقت الزراعة التعاونية معارضة شديدة من قبل الإقطاعيين ووصلت المعارضة إلى حد المواجهات العنيفة بين السلطة والإقطاعيين. حاول ستالين ثنيالإقطاعيين عن عنادهم باستخدام القوات الخاصة لإرغام الإقطاعيين بتسليم أراضيهم ومواشيهم للفلاحين الفقراء مقابل مبالغ محددة تدفعها الحكومة لهم إلا أن الإقطاعيين الأغنياء (طبقة الكولاك) فضّلوا نحر ماشيتهم على أن تؤخذ منهم عنوة لصالح البرنامج الزراعي التعاوني، مما سبب أزمة في عملية الإنتاج الغذائي ووفرة المواد الغذائية, على سبيل المثال قضى الكولاكالإقطاعيين على /19/ مليون من الخيول من أصل /34/ مليوناً كانت تمتلكها البلاد، عام /1928/. ومن بين /70.5/ مليوناً من الأبقار، لم يبقَ حياً منها سوى /40.7/ مليوناً عام /1932/، ومن بين /31/ مليون بقرة حلوب بقي /18/ مليوناً , وبسبب هذا الهدر للغذاء من الإقطاعيين تسبب الأمر في مجاعة في أوكرانيا في فترة 1932 - 1933 إلا أن ستالين تمكن من إنهاء الأزمة لاحقا , بعد انتهاء الأزمة قام ستالين بتوجيه أصابع الاتهام إلى الإقطاعيين الأغنياء الذين يملكون حقول زراعية ذات حجم متوسط ونعتهم "بالرأسماليين الطفيليين" وأنهم سبب شح الموارد الغذائية , وتمت محاكمة الإقطاعيين على أنهم مخربين أجرموا بحق الشعب السوفيتي , بعدها استمر نظام الزراعة التعاونية بدون مشاكل لأن القانون السائد آنذاك في نظام الزراعة التعاونية هو (كل حسب جهدة) أي أن كل فلاح كان يأخذ حصة من الحصاد حسب الجهد الذي بذلة أما الزائد فكان يصدر إلى الخارج وفي نهاية عام 1939 اعلن ستالين عن نجاح نظام الزراعة التعاونية وعن الاكتفاء الذاتي للاتحاد السوفيتي من الناحية الغذائية وذلك في حفل كبير لتكريم الفلاحيين وخصوصا الفلاحيين من القوقاز والأقليات اللذين لعبوا الدور الرئيسي في تقدم الإنتاج الزراعي .