دراسة بريطانية : النظام الصحي في العراق متدهور ونصف مليون شخص يعيشون في العشوائيات


الكاتب:
18-05-2014 07:08 PM



المدار -
كشفت دراسة طبية بريطانية، اليوم الجمعة، عن استمرار 'تدهور' النظام الصحي العراقي رغم استثمار الحكومة الضخم على مدى 10 سنوات كاملة بهذا القطاع، وفيما لفتت الى احتمال 'فشل النظام' مالم يرافق تحقيق الاستثمارات في قطاع الخدمات الصحية تحسينات وتطور في مجال الاسكان ومشاريع تصريف وتعقيم المياه وجوانب الكهرباء والنقل والزراعة والتربية ومكافحة البطالة، أكد القائمون على الدراسة ضرورة اهتمام الحكومة بهذه الجوانب لتحقيق التحسن المنشود في الوضع الصحي الذي وصفوه بانه 'استثمار واعد'.
وقالت دراسة نشرتها صحيفة الجمعية الملكية البريطانية ونقلها موقع ميديكال اكسبرس البريطاني المعني بالاخبار الطبية 'على الرغم من الاستثمار الضخم الذي بذله العراق على مدى 10 سنوات في قطاع النظام الصحي للبلاد، فان الوضع الصحي للعراقيين ما زال متدهوراً وسيفشل هذا النظام الصحي بتحقيق التحسن المنشود في الوضع الصحي مالم تبذل الحكومة جهودا اكثر لتحسين الظروف المعيشية للسكان'.
وأضافت الدراسة أن 'تحقيق الاستثمارات المستمرة في قطاع الخدمات الصحية يعتبر امرا ضروريا للارتقاء بالمستوى الصحي للشعب العراقي ولكن ذلك التقدم سيكون محدوداً من دون تحقيق تحسينات وتطويرات في مجال الاسكان ومشاريع تصريف وتعقيم المياه مع تحسين وضع الكهرباء والنقل والزراعة والتربية و مكافحة البطالة'.
وقال المشرف على الدراسة البروفيسور سلمان رؤوف من كلية امبريال كولدج 'كانت هناك محاولات عديدة لكي نخرج من هذه الدراسة بحلول تساعد في توظيف الموارد الضرورية لجعل النظام الصحي في العراق ذا فعالية اكبر، ولكن الدراسة اظهرت ان الاستراتيجيين والمخططين العاملين على تطوير القطاع الصحي قد اغفلوا جانبا مهما له مصلحة حيوية بهذا الارتقاء الا وهو الاهتمام المفروض ان يبذل لتحسين جوانب ظروف المعيشة اليومية للعراقيين'.
واضاف رؤوف أن 'ظروف العيش في العراق الان ليست سهلة، ورغم ذلك فهي ليست كلها مقتمة وكئيبة، وعليه فان الاستثمار الضخم المبذول لتحسين النظام الصحي في البلد من خلال الجهود الوطنية والدولية هو استثمار واعد ولكنه يحتاج الى بذل جهود مساوية وضخمة في قطاعات اخرى من ظروف الحياة والتي لها تاثير على الارتفاع بالمستوى الصحي والمعاشي للسكان'.
ولفت القائمون على الدراسة الى ان 'الظروف السكنية في العراق وللغالبية من السكان في اوضاع يرثى لها ، إذ ان نصف مليون شخص يعيشون في عشوائيات وفي الوقت الذي تقوم به الحكومة ببناء 25 الف وحدة سكنية بالسنة، فان هناك حاجة لبناء ثلاثة ملايين وحدة سكنية اخرى'، مبينين أن البنى التحتية قديمة جدا ونظام تصريف المياه في البلد يعد مصدرا لاصابة كثير من الناس بالامراض حتى في محافظة البصرة التي تعتبر غنية بالنفط فان نوعية المياه فيها تعتبرغير صالحة للاستهلاك البشري'.
وتشير الدراسة الى ان 'تجهيز الكهرباء يسد 40% من الحاجة الكلية مما يضطر الناس الى استخدام المولدات الاهلية ذات الضوضاء والادخنة التي تساعد في تلويث الجو وزيادة استنشاق مادة ثاني اوكسيد الكاربون الضارة، فضلا عن رداءة اوضاع الشوارع التي تتسبب بحوادث سير عالية المستوى بشكل غير مقبول'.
وفي الجانب الزراعي تؤكد الدراسة 'تدهور القطاع الزراعي وعدم امكانيته تلبية حاجة السوق المحلية من منتجات غذائية مع افتقار البلد للبنى التحتية والتكنلوجيا الحديثة للارتقاء بهذا القطاع، لافتة الى ان 'برنامج الغذاء الدولي يقدر ان 22% من الاطفال دون الخامسة من العمر مصابون بضمور في النمو بسبب سوء التغذية المزمن رغم ان غالبية العوائل العراقية تتلقى شهريا حصة تموينية من الحكومة'.
وساهم في انجاز الدراسة عدد من اطباء الصحة العامة في كلية امبريال كولدجImperial College في لندن وبمشاركة من جامعة وين ستيت Wayne State University في ديترويت حيث قاموا بعدة زيارات ميدانية للعراق للفترة من 2011 الى 2013.