أسرار تكشف "أجمل الكواكب" في الحضارة الرومانية16/05/2014 03:39
قالت مروة حسن المنسقة الإعلامية للجمعية المصرية لعلوم الفلك، إن كوكب “زحل” هو أجمل كواكب المجموعة الشمسية، موضحة أن اسمه في اللغة العربية “التنحي” أو “التباعد”، وذلك لأنه كان أبعد ما يمكن للقدماء رؤيته بالعين المجردة.
وأكدت حسن خلال الأمسية الفلكية “أجمل الكواكب”، أن العالم “جاليلو جاليلي” هو أول من رصد كوكب “زحل” عن طريق “المقراب” في سنة 1610، وبدأ اهتمام العلماء والفلك بالكوكب لاكتشاف المزيد من المعلومات.
حضارة “زحل”
أشارت مروة إلى أن كوكب “زحل” كان يعرف في “الحضارة الرومانية” بـ”ساتورن” نسبة إلى إله الحصاد والزراعة والخير، فقد كانت الحضارات القديمة تنظر دائماً لكوكب “زحل” على أنه كبير الألهة، بينما في الحضارة التونسية كان كوكب “زحل” مسئولاً في معتقداتهم عن الحساب والثواب والعقاب.
وأفادت بأن أول حضارة تهتم بجمع معلومات عن كوكب “زحل” لتقديمه لنا بشكل علمي هى “الحضارة البابلية”، كما أن أحد النصوص الفلكية الهندية استطاعت تحديد قطر كوكب “زحل” بدقة عالية جداً أقل حوالي 1% مما قدرته الأجهزة العلمية الحديثة الآن.
عجائب “زحل” بالأرقام
أوضحت مروة أن “زحل” هو كوكب “جوبياني غازي” موقعه السادس بعداً عن الشمس، وثانى أكبر كوكب بعد المشترى، حجمه تقريباً مثل حجم كوكب الأرض حوالي 764 مرة، وكتلته أكبر من كتلة الأرض بكثير، إلا أن كتلة كوكب المشترى أكثر منه 313 مرة، حيث أن المشترى أكبر حوالي 20% من كوكب “زحل”، وعلى الرغم من ذلك فهو كوكب خفيف جداً، قائلة إن: “لو ملأنا الفضاء مياه وألقينا بكل الكواكب فيها، فسنجد أن كوكب “زحل” هو الوحيد الذي يطفو فوق سطح المياه، فكثافته قليلة جداً”.
وأضافت مروة أن جاذبية كوكب “زحل” أقل من جاذبية كوكب الأرض، حيث أن وزن الأشياء على كوكب “زحل” أخف، والغريب أن كوكب “زحل” له غلاف جوى سميك، كما أن سرعة الرياح عليه تبلغ حوالي 1800 كيلو متر/الثانية، مشيرة إلى أن اليوم على كوكب “زحل” يبلغ حوالي 10 ساعات ونصف، وذلك لأنه يدور حول نفسه بسرعة عالية جداً، بينما السنة عليه تبلغ حوالي 30 سنة أرضية، لأنه يلف حول الشمس ببطء شديد جداً.
وكشفت أن شكل كوكب “زحل” مسطح لأنه كوكب “غازي”، ويدور حول نفسه بسرعة، كما أن لونه يميل إلى اللون الأصفر، وذلك لأن الغلاف الجوي الخاص به يتكون من الغازات العضوية مثل “الأمونيا” و”الميثان”.
وتابعت مروة أن كوكب “زحل” يتميز بتسع حلقات مكونة من الجليد والغبار تدور في مستوى واحد، مما يعطيه شكلاً مميزاً خلاباً، كما يدور حوله 61 قمراً معروفاً باستثناء الأقمار الصغيرة.
”زحل” مشع للحرارة
وأشارت مروة إلى أن كوكب “زحل” غريب عن الكواكب الأخرى، لأننا كلما ابتعدنا عن الشمس درجة الحرارة تقل على عكس كوكب زحل الذي تزداد درجة حرارته حتى في حالة البعد عن الشمس، وهذا لأن مركز كوكب “زحل” درجة حرارته عالية جداً، حيث تبلغ درجة حرارة كوكب “زحل” 11 ألف درجة مئوية، لذا فهو الكوكب الوحيد الذي يشع حرارة أكثر مما يستقبل من الشمس، حيث أن الحرارة التي يشعها أكثر مرتين ونصف من التي يستقبلها من الشمس، لذا يمكننا القول بأن “كوكب زحل كان مشروع نجم وفشل”.
النحس الأكبر “زحل”
ذكرت مروة أن كوكب “زحل” قد ظهر بشكل متكرر في الثقافة “الميثولوجية البشرية”، ففي علم التنجيم يقال إن “زحل” هو الكوكب الرئيسي في كوكبة الجدى، ويلعب دوراً كبيراً في الحظ الجيد لمواليد برج الجدي عند مروره في فلكهم، وأيضاً يؤثر على مواليد برج “الدلو”.
وأكدت أنه في حالة حذر الفرد في تصرفاته فإن ذلك سيعلمه الكثير، وفي حالة عدم استيعابه بعض دروس و تجارب الحياة و تجنبتها فإنه لن يتعلم شيئاً، وبالتالي لن يستفيد، ولأن “زحل” يؤثر على الأبراج التي يمر بها ويذكر مواليدها بذلك، فاعتبره القدماء النحس الأكبر.
وعلى الرغم من ذلك، فقد اعتقد المنجمون القدماء أن “زحل” يمثل المسئوليات و الواجبات، ويدل على الإنضباط الذاتي، كما يمثل نماذج السلطة التي تعترض حياة كل واحداً منا، و عند التقدم في السن فإنه يمثل كذلك السلطة الذاتية، ويعتبر زحل مسئولاً عن الإنجازات الدائمة التي يحققها الفرد خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتخطي العقبات، و زحل يمثل أيضاً الجانب الطموح من الشخصية، و يدل أيضاً على الأمن و الحماية.