تقرير - لماذا فشل مارتينو مع برشلونة؟
برشلونة، (إفي): هناك في روساريو، مسقط رأسه ومع أصدقائه، كان يمكن لخيراردو "تاتا" مارتينو أن يقضي ساعات وساعات حول طاولة، وهو يتحدث عن كرة القدم، عن ناديه المعشوق نيويلز أولد بويز، عن استراتيجياته في اللعب، عن الطرائف التي عايشها في عالم الساحرة المستديرة، عن إعجابه بهذا اللاعب أو ذلك.
لم يتخيل قط أنه على مسافة عشرة آلاف كيلومتر، كان القدر قد ادخر له فرصة عمره -تدريب واحد من أفضل الفرق في التاريخ- وأن التجربة ستنتهي بهذا القدر من الإحباط.
ذلك لأن مارتينو، الحالم، اعتقد أن معارفه الواسعة عن الرياضة التي كرس لها حياته ستكون كافية أكثر من غيرها من العوامل، ساعة تحقيق الانتصارات مع فريق مثل برشلونة. ظن أن برسا ميسي وإنيستا وشابي والبقية كان حقلا من السهل عليه أن يفرض فيه معاييره لكرة القدم.
وصل وهو يقول إن الوصول إلى كامب نو بمثابة هدية، وحلم أي مدرب، وبعدها بتسعة أشهر يرحل وهو يعترف بأنه لا يستحق فرصة ثانية، بعد فشل محاولته في إخراج أفضل ما لدى مجموعة أصابها الملل وثملت من فرط النجاحات، حتى أن روح المنافسة لديها قد تراجعت منذ فترة.
لكن "تاتا" لم ينتظر إقالته. كان الأمر واضحا له منذ أسابيع، أنه لا يناسب فريقا لا يمثل المستطيل الأخضر إلا مكانا لواحدة من آلاف المعارك التي ترتبط باسمه طيلة الوقت.
جاء انتقال مارتينو إلى العاصمة الكتالونية على يد ساندرو روسيل، رئيس النادي الذي هرب بمجرد أن وضعته المحكمة الوطنية في عين الإعصار بسبب صفقة نيمار.
ورث، على غير رغبة منه، الجهاز الفني السابق، لتبدو السفينة كما لو كان فيها أكثر من قائد.
ووجد نفسه فجأة في مؤتمرات صحفية يجيب فيها عن أمور لا تخصه، وأسئلة تتعلق باستقالات مسؤولين، وعمولات حصل عليها آباء ووكلاء لاعبين، وعقوبات مفروضة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وذات ليلة، سجل فريقه أربعة أهداف في مرمى رايو فايكانو، وفي الأيام التالية تعرض لحرب لمجرد أن البرسا كان فقد حيازة الكرة المعتادة في تلك المباراة. اعتبارا من تلك اللحظة لم يعد يفهم شيئا.
وتبدو حكاية "تاتا" في برشلونة، أشبه برجل التهمه من حوله في النادي، فضلا عن الهالة التي أحاطت بلاعبين قرر تدريبهم من نظرة الإعجاب، بعد أن رآهم عبر التلفاز يفوزون بكل شيء على مدار أعوام.
ولو فرض الشخصية التي توقعها البعض مع بداية الموسم، عندما نمت خططه عن تطور في الأسلوب، لربما اختلفت نهاية الموسم، لكنه استسلم مبكرا.
وكان عجزه عن تغيير مصير المباريات، ومصيره الشخصي داخل النادي، ورؤيته القاصرة عن مفهوم الفريق، هي العوامل التي أطاحت به. فقط علاقته الجيدة مع اللاعبين، الذين شعروا بالراحة لشخصيته المتواضعة والمتسامحة منذ اليوم الأول، ما سمح له بالاستمرار لنهاية الموسم رغم الحديث عن إقالته أكثر من مرة.
ويرحل مارتينو حزينا، لأن ما تخيل أن يجد عليه برشلونة لم يتشابه في شيء مع الواقع. لأن وصوله تزامن مع أسوأ مواسم ميسي وشابي، وإصابة فالديز وبويول، اللذين يستعدان للرحيل.
وبعد خسارة الدوري على أرضه أمام أتلتيكو، قال مارتينو كلمة الوداع. وبتأثر شديد، اعتذر "تاتا" أمام الجماهير عن عدم تحقيق الأهداف الموضوعة. وقال برفقة المدير الرياضي أندوني زوبيزاريتا ورئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو: "لقد كان شرفا كبيرا تدريب هذه المجموعة من اللاعبين".
وأضاف "أريد شكر النادي ورئيسه وزوبيزاريتا وساندرو (روسيل) على ثقتهم. وآسف لأنني لم أتمكن من مساعدة الفتيان".
منقول