سوق الغزل
وهوسوق معروف في بغداد يقع قرب جامع الخلفاء في الشورجة، وسوق الغزل كان ولايزال سوقاً غريبة عجيبة، فالسوق تحوي محال صغيرة لبيع الحبوب الجافة والبقوليات والأعشاب ومحال أخرى لبيع الطيور الأليفة وبعض الطيور البرية النادرة كالصقور والطواويس وبالأضافة إلى الكلاب النادرة، وأسماك الزينة، وتقع في منتصف السوقمنارة سوق الغزل وجامعها القديم، الذي يعرف بجامع الخليفة وعلى مر الزمن أصابه القدم والتصدع، حيث جدد بناء المنارة وشيد في ساحة الجامع القديمة جامع الخلفاء وهو من معالم الطراز الإسلامي في العهد العباسي، ويقع في شارع الجمهورية قربسوقالشورجة. وفي سوق الغزل دير الآباء الكرمليين، والدير معروف بمجلس يوم الجمعة للأبأنستاس الكرملي الذي يحضر مجلسه الكثير من علماء اللغة العربية ومنهم الشيخ جلال الحنفي الذي كان إماما لجامع الخلفاء. وتقع محلة عقدالنصارى مقابلا لسوق من جهة السوق العربي حالياً, حيث يعقد السوق غالبا في أيام الجمع شأنه في ذلك شأن سوق المتنبي.
تعرض سوق الغزل إلى العديد من الهجمات منذالغزو الأمريكي للعراق عام 2003م، ولكنه ورغم سوء الأحوال الأمنية لم يتوقف عن العمل في أيام الجُمع كعادتهِ.
منارة سوق الغزل (جامع الخلفاء)كما صورها مصور ألماني خلال زيارة للعراق عام 1911م, وهي أقدم منارة باقية في بغداد حيث أن المنارة الظاهرة في الصورة قد بناها ابن هولاكو خلال القرن الثالث عشر ميلادي بعد أن كانت قد تدمرت عند دخول جيش المغول بغداد.
وقد لا تجد بغدادياً واحداً لم يمر يوماً بهذا السوق الذي يسمى بسوق الغزل نسبة الى المهنة التي كانت سائدة فيه قبل قرن من الزمان، حين كان السوق الرئيسي في بغداد لبيع الغزول والاقطان والاصواف
ورغم ان بعض الحيوانات في هذا السوق مازلت تجلب من وراء الحدود إلا ان اكثر المعروض منها يربى في مزارع خاصة او داخل البيوت.
نقطاع الكهرباء بشكل مستمر والأوضاع الأمنية تؤثر على حركة السوق
ويشهد هذا السوق في بعض الاحيان عرض حيوانات نادرة قد تصل اسعارها الى مبالغ خيالية، والباعة عموماً في هذا السوق يلتزمون بتسعيرة يحددونها وفق نوع الحيوان ودرجة ندرته، فببغاء الكاوسكا الافريقي قد يصل سعره احيانا الى ثلاثمئة دولار، وكذلك ذكر الغزال الذي وصل سعره الى مليون ومئتي الف دينار عراقي .
وقد يلفت انتباه الزائر لسوق الغزل تجمهر الناس حول ما يعرضه بعض الباعة من حيوانات توصف عادة بالخطيرة.
قد لا نتمكن من احصاء الانواع المختلفة للحيوانات في هذا السوق، ولا اعداد الناس الذين يرتادونه، للشراء او لمجرد الفرجة، ولكن المؤكد ان ما يديم الحياة في هذا السوق هو الدافعية المستمرة لدى الناس لاقتناء الحيوانات، والاستمتاع بتربيتها ومشاهدتها، حتى وان كانت خطيرة او غالية الثمن.