جئـتُـك يـاقـاتـِلـي
وعلى رأسـي جلبــاب الألــم
فلـم تعـرفنـي ونـاديتَنـي سيـّـدتـي !!!
قـال : إرفـعـي طَـرف الـوشــاح ..
فقلــتُ : لا
لا أُريـدُ أن تـَرى مـلامـحــي
بعـد إن بَصَمـت عَليـهــا الـسنيــن
جئـتُـك يـاقـاتـِلـي ألـوذُ بحظـرتــِك
يـامن ظننـتــُك قـدّيـس العِشـق
جئـتُـك .. أشـكُـو لكَ قـَلـبــاً
كـانَ ومـازال
هـائمــاً دائـمُ الـشـوق لعيـنيــك
قُـل لـي مـاذا فعلـت بحـقّــك
كَـي تَسـرق مُهـجتــي ؟؟
وتـَهــدر على الـوجنَــات دَمعـتــي ؟؟
إن وصَلـتنــي آذيتـنــي بغِيـرَتـك الـعمـَيــاء
وإن جفـوتنَــي أطفـأت في الليـّـل العقـيَــم شمَعتــي
قـَال : مَن تـكـُونـيــن ؟؟
تَكّلـمي .. فَقـد سَلـبتــي راحـتَـي
قُلـت : آ آ آهٍ ثم آ آآه
لسـتُ ألـومـكَ إن نَسيــت صَـوتـي
فـقـد أدمـَنــت خيـانـتَــي
ومـابيـن نعـيـقِ الغـربـان أضـَعـت هَمسَـتـي
ألا تَـذكُـر مَن أنــــا ؟؟
أنــا روحٌ طــاهـرة تغـلّـبـت عليــهــا شُـرورهـــا
أنـا طيـورٌ مهـاجـرة تـركـت أعشـاشـَهـا وصِغـارَهـا
أنــا مَن طَلَبـت يَـــد الأفــراح فَغـــالـت بـمهـــــورَهـــــا
أنــا من قَضـت بيـن الـدَفــاتـر سنيـنَهــــا وشـهـــورَهـــــا
أنـا من وَضـعــت على الـسـطــور بنــات أفـكــارهــا
مـديـنـــةُ الأحــزانِ أنــا مَن شَيــــّد قُـصــــورَهــــــا
وَنَــصّـبــتُ روحــي مَلــكــة وَحُــروفــي سُكــانَهــا
أنــا مَن إنــطفــــأت بعــِز شَبــابَـــهـــــا أنــــوارَهـــــا
مـا أنـا سِـوى إمــرأةً هــاجَــرهـــا سُــرورَهـــا
فجـعـلــت تُبـعــثــرُ في طُــرق الـضَــيـــاعِ أســرارَهـــا
هَــذه أنــا ... بَعــد إن عَــرفــتُــك
عَــرفــَت الأحــزان طَريـقَـــهـــا لسـاحَـتــي ...
فَــصـــكَّ راحَــتــيــه .. وقــال : سُــحــقــاً
وعُــذراً لـكُــلّ مــا بَــدر في صَــبــابَــتــي
ثُم إنحــنــى في محــراب وَفــائــي طـالـبــاً مغفــرتــي
لـكــنّ الأوان قــد فـَـــات
لأنــي كُنــت مُجــَرّدَ روحٍ غــادَرت الـجَــســَـــد ....