حلَمتُ بأنَّنا صرنا طيوراً ..... نغرِّدُ في سماءِ الحبِّ وجدافسدنا كلُّنا
نلملمُ من هضابِ الأفقِ قشَّاً ..... لنبني عشَّنا في الغيبِ مجدا
ونشتلُ في رياضِ الرُّوحِ شعراً ..... فينمو عابقاً فُلاًّ ووردا
ونجمعُ حولنا الأنوارَ تُضفي ..... على الأجواءِ إشعاعاً وودَّا
ونغزلُ من لحونِ الرُّوح عشقاً ..... نُقيمُ الحبَّ إيماناً وعهدا
****
وننزعُ من مشاعرِنا نفاقاً ..... تلبَّسَ روحَنا فغدتْ سوادا
تقمَّصَ في عواطفِنا فأمستْ ..... تُباعُ وتُشترى سلعاً وزادا
تشيئنتِ النُّفوسُ وجفَّ فيها ..... عصيرُ الرُّوحِ فانقلبتْ جمادا
وباتَ الرَّبُّ دولاراً إلهاً ..... وصرنا في جنائنِه سمادا
فهيّا ننزع ِالأترابَ عنا ..... حسيسُ الرُّوحِ يُرشِدنا ابتعادا
فهذي الأرضُ للشَّيطانِ باتتْ..... وحكمُ الله فيها ان تُبادا
يُذكِّرني الزَّمانُ بعهدِ نوحٍ ..... وكيف الشَّرُّ قد سادا ومادا
فسَدْنا كلُّنا والخيرُ أمسى ..... كَنارَ الشَّرِّ يُطربُنا فسادا
تلبَّست الفِعالُ فباتَ خيراً ..... قبيحُ الشرِّ يضطرمُ اتِّقادا
إلهي أصلحِ الدنيا وإلاَّ ..... فدكِّ الأرضَ وانثرْها رمادا
لعلَّ الرُّوحَ تطهرُ من جديدٍ ..... فتخلقُ من نقاوتِها عِبادا
بقلمي انا حكمت نايف خولي