شاءت الإرادة الإلهية، أن تقترن ولادة سيد البشرية وخاتم الأنبياء الرسول الأكرم محمد (ص) بولادة حفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام محيي علوم الدين ومجدد الإرث المحمدي النقي والذي أرسى أسس المدرسة الإسلامية في حركة علمية شاملة بحيث راجت حركة تدوين الحديث ونشره بعد أن كانت محظورة طيلت العهود التي سبقت عصر الإمام الصادق (ع) وفتح الإمام (ع) المجال لتأليف عشرات المصنفات الضخمة في السيرة والحديث وغيرها
كانت فترة امامته العصر الذهبي للحركة العلمية بصورة عامة ومن ثم نشوء المذاهب الفقهية والتي كان (ع) رائدها الأول كما كان عليه السلام رائداً في العلوم الطبيعية والإنسانية فكان عليه السلام يجيد عدة لغات منها السريانية والنبطية والفارسية وكانت له آثاراً في علوم الطب والكيمياء وعلم الهيئة والنجوم والفيزياء والفلسفة والجغرافيا وقد درّس الإمام الصادق علوم الطب لتلاميذه في مدرسته وله مؤلف لا يزال يطبع حتى الآن بعنوان (طب الإمام الصادق) وفي الكيمياء فند القول بنظرية العناصر الأربعة، وأول من اهتدى إلى الاوكسجين كما أن له نظريات أخرى حول أشعة النجوم والضوء والزمان والمكان والكون والطبيعة إضافة إلى المعارف الإنسانية الأخرى في الفكر والدين والحضارة والحكمة والفلسفة والطبيعة والبيئة والتاريخ مما يعطي سبقاً لكل العلماء الغربيين الذين أتوا في قرون متأخرة على هذا التاريخ.
ويعتبر الإمام الصادق (ع) مؤسس العلوم العرفانية والروحية في الإسلام واول من دعا إلى المذهب التجريبي ثم أخذه عنه أحد تلامذته وهو جابر بن حيان الكيمائي المعروف، ومن آثار الإمام (ع) وتأسيساته التي لم يسبقه أحد في تاريخ العرب هو رصد أول جائزة أدبية في تاريخ العرب إضافة إلى كون الإمام (ع) أديباً بليغاً..
منقول