إلى متى أيتها المسافرة
بين طيات السحب
تهمين حزنا وأسىً
إغرورقت عينا المطر
فبكى بدمعٍ منهمر
يغسل الازهار من كل الندى
لحزنك بسط الليل ذراعاه وتمدى
وناح الكنار وبالاحزان شدى
إلى متى إلى متى
روحك أقحوانة الربيع
تتفتح عبقا وشذى
رقة احساسك تملء الكون صدى
فعلاما كل ذاك الحزن بعينيك بدا
الحسن منك يغار
والجمال ينظر فى انبهار
كساك الحياء ثوب وقار
فعلاما الحزن علاما
أوجَعتِ صهوات الرحيل
بالتنقل فى البكور وفى الاصيل
كنسمةٍ حملت دعاشات الخريف
تسوقها بين السهولِ
هُنَيْهة وبها تجول
تَكحلتْ عيناك السهاد
وبهاء الحور فيها يؤرقه
السهر بلا هجود او رقاد
عجبا الحزن قد ألِف الفرح
لكنما عيناك رقم السحر فيها
لا يرتسم غير التَرح
قلبك دنيا ودهاليز
طليت بالمعانى
وعناقيد كُرم
تُذهِب كل سقمٍ
منه العليل يعانى
صدرك واحات شوق وحنين
يُصَحِرها الاسى والحزن دوما
حتى غدت تلال أهاتٍ ومُرِ أنين
براءةٌ فى حنايا الروحِ قابعةٌ بك
تستجديك ليل نهار
تبسمى لتعيدى فى الاشجار
حلو ثمارها
وتردى نفحات الشذى
الفواح للازهار
حزنك قد صمَ الصدى
حزنك قد أخرس المزمار
اميرة الحزن عليه تمردى
لحزنك قد أمسكتْ عن شدوها الاطيار
لحزنك عصفت الريح بالغابات والاشجار
بقلمى / ود جبريل