النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

رسالة مفتوحة الى جيل دعدع // ايميل وصلني من بعض الاخوان

الزوار من محركات البحث: 60 المشاهدات : 1676 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    ابو ليث
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,323 المواضيع: 388
    التقييم: 427
    مزاجي: الله كريم متظل هيچ
    المهنة: موظف حكومي حاليا والله يستر من تاليهه
    أكلتي المفضلة: دولمة، مسگوف ، برياني
    موبايلي: samsung
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عادل الابراهيمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عادل الابراهيمي
    مقالات المدونة: 4

    رسالة مفتوحة الى جيل دعدع // ايميل وصلني من بعض الاخوان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام على صاحب السكينة
    السلام على المدفون بالمدينة
    السلام على المنصور المؤيد
    السلام على ابي القاسم محمد بن عبد الله
    ورحمته وبركاته ومغفرته ورضوانه



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    رسالة مفتوحة الى جيل دعــدع


    ولدي العزيز ...
    تسألني بالامس عن معنى الزمن الجميل ، ولماذا نحن الآباء عشنا حياة أفضل من حياتكم التي تعيشونها الان أنتم الأبناء ؟ أجيبك يا حبيبي أن الزمن الجميل هو زمننا ، نحن الذين ولدنا في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي ، فبالرغم من الفقر الذي كان يخيم على بيوت كل العراقيين ، ألا أن الحياة كانت جميلة وممتعة وبسيطة للغاية ، فأغلبنا ولد ولادة طبيعية في المنزل على الرغم من أن أمهاتنا كن يعملن من الصباح حتى المساء لتأدية كل الواجبات البيتية ، حتى في الساعات الاخيرة للحمل . وعندما ولدنا لم نرتدي يوما ( حفاظة البامبرز ) لان أمهاتنا كن يهيئن ( لكافات ) من الملابس القديمة قبل ولادتنا ، ولم نذق في حياتنا طعم حليب الكيكوز لأننا كنا نرتوي بالرضاعة الطبيعية ، وأذا مرض أحدنا يسقى القنداغ والسفوف أو يذهب بنا الى الجدة لتتأكد أن الطفل (مبروكـ ) أم لا ، وأخيرا أن كان في جيب الوالد بعض الدراهم يذهب بنا الى القسطخانة وهي مستشفى حماية الاطفال في الباب المعظم ، ويشتري قنينة فارغة من البائع المتجول ، حتى يملئها الصيدلي بشراب أحمراللون طيب المذاق يمكن أستعماله لكافة الامراض المزمنة وغير المزمنة ، والعجيب أننا كنا نشفى بهذا الدواء من الملعقة الاولى .
    كما كنا نشرب الماء من صوندة الحديقة ولم نعرف يوما أن هناك ماء يباع في قناني بلاستيكية ، وكنا نشرب ثلاثة أو أربعة أشخاص من قنينة واحدة من الكوكا كولا أو الفانتا أو كندا دراي ، كما أكلنا الدوندرمه واللكستك والعمبة من الباعة المتجولين ولم يمرض أي واحد منا أو يموت بسبب ذلك .
    وبالرغم من أننا كنا نأكل الثريد والباجة والتشريب لكن لم يكن أي واحد منا بدينا ، فكلنا ذو أجسام رشيقة لاننا كنا نلعب طوال اليوم ، كنا نخرج في الصباح ولا نعود الى البيت الا عند أذان المغرب ، كنا نلعب ختيلان وشرطة وحرامية وسيفونات ودعابل وجعاب وبلبل حاح وطوبة ( اي كرة القدم ) وكنا نعمل المصيادة بأيدينا كي نصطاد بها العصافير ، لكننا كسرنا زجاج بيوت المحلة ولم نصطد يوما عصفورا واحدا ، ومع ذلك لم يزعل أحد الجيران منا ، ولم يسبنا أو يشتمنا ولم يشتكينا في المحاكم ، ولم ناخذ منه عطوة أو ننصب خيمة للفصل العشائري .
    ومع أننا كنا نغيب عن البيت طوال اليوم لم يقلق أحد من أهلنا علينا ولم ينتابه شعور أننا ضعنا أو أن عصابة قد أختطفتنا ، بل كان شيئا أعتياديا ، لاننا لا بد أن نكون مجتمعين في أحد بيوت الدربونة ، ولا أتذكر أن أمي عملت لي يوما مسكول أو أرسلت لي رسالة أس أم أس ، لانها ماتت دون أن ترى الموبايل .
    ليس هذا فحسب بل اننا لم نكن نمتلك أنترنيت ولا بلي ستيشن ولا فيديو ولا سيكا ولا لابتوب ولا حاسبة ولا أم بي ثري ولا سي دي ولا دي في دي ولا ماسنجر ولاغرف دردشة نتحدث من خلالها مع أصدقاء وهميين .
    ولم يكن لدينا دش ، فمن كانت عائلته تملك تلفزيون كان لا يشاهد 4000 قناة و5 أقمار ، كانت هناك قناتين الاولى والثانية يجب عليك أن تتابع أحداهما وألا أذهب الى سريرك ونم .
    كان التلفزيون يفتح عند السادسة مساءا ويغلق عند منتصف الليل وليس كزمانكم هذا الذي لا يرتاح فيه التلفزيون ولا دقيقة واحدة .
    كنا أصدقاء في المحلة وأصدقاء في نفس المدرسة التي كنا نذهب اليها مشيا على الاقدام ولم نركب يوما باص أو هناك خط أنتظرنا في باب بيتنا ومع ذلك كنا مثابرين وحريصين على دراستنا ونبكي أذا فاتتنا أحدى الحصص لأي سبب كان .
    لا أذكرأنني أشتريت ملزمة لأي مادة ، ولم يخصص أهلي أي مبلغ للمدرسين الخصوصيين ، لان أساتذتنا كانوا أكفاء في اختصاصاتهم ، ولم نكن نواجه أي مشاكل أو ضغوط نفسية تستلزم مراجعتنا للمرشد التربوي ، بل لم يكن لدينا في المدرسة مرشد تربوي أصلا .
    وعندما كنا نخرج في نهاية الدوام ، لم يكن بائع السكائر أو المخدرات يفترش بوابة المدرسة ، بل كنا نجد بائع العمبة أوالبادم والسميط والمكاوية والسمسمية حيث لم يكن جبس البتيته قد أكتشف .
    كنا نأكل أي شيىء يقدم لنا ، حتى لو كان مرق اللهانة والقرنابيط والسبانغ وحامض شلغم أو المثرودة ، حيث لا يوجد بديل يقدم لك من الثلاجة أو المجمدة لانها لم تكن موجودة أصلا ، لم نأكل البيتزا ولا الهامبورغر ولا الصاج ولا الشاورما ولا كنتاكي ولا سكالوب ولا حتى لحم بعجين ، وكان اللحم يزور بيوتنا في أيام معدودات ، ولم نكن نراه أو نتذوقه الأ في عروك الطاوة .
    لم يكن أحد منا يجادل أباه أو يعصي له أمرا بحجة الديمقراطية وحرية التعبير ، لاننا كنا نحترم آبائنا ونقدسهم ، ولما مات والدي كنت في الاربعين من عمري ، وفي بيتي ثلاثة أولاد ولم أذكر يوما أنني أشعلت سيكارة واحدة أمامه لا خوفا منه بل تقديسا لمكانته في العائلة .
    نعم كنا أصدقاء المحلة الواحدة نلعب سوية بنين وبنات ولم نفكر يوما بأختلاف جنسينا ، بل كنا نحافظ على بنات محلتنا كأنهن أخواتنا ، وأذا تحرش أحد الغرباء بأي فتاة من محلتنا ، أجتمع كل أولاد المحلة وطردنا الغريب بالحجارة وعدنا نهوس ( هي هي مخبل ) أما الغريب فلم يتجرا دخول محلتنا مرة أخرى .
    كنا أصدقاء في محلة واحدة لم نسأل أي منا عن دينه ولاعن مذهبه ولا عن قوميته ، فكلنا كنا نركض وراء الملالي ونلطم في أيام محرم ، وكلنا كنا نوقد الشموع على جدار مرقد أبي حنيفة النعمان في المولد النبوي الشريف .
    نعم كنا نقضي جل وقتنا في الشارع ، ولكن لم ينادينا أحدأ يوما يا أولاد الشوارع ، لان الشارع كان يعلمنا الكثير من القيم والاداب والاخلاق والعادات الصحيحة ، وبالرغم من أننا كنا نتشاجر طوال الوقت ، لم يذهب أحد منا الى مركز الشرطة ولم يقع يوما تحت طائلة القانون ، لان أهلنا كانوا أكثر شدة وصرامة من القانون نفسه .
    ومع كل ما تقدم فأن جيلنا أكثر أنتاجا من أجيالكم ، فأن خيرة المثقفين والادباء والكتاب والعلماء ينتمون الى جيلنا جيل الزمن الجميل .
    أما جيلكم يا بني ، فأظنه جيل دعدع الذي حدثتنا عنه جدتي رحمها الله في غابر الايام ، وقالت عنه أنه (جيل دعدع ، يأكل ما يشبع ، تحجي وياه ما يسمع ، تدزه ما يرجع ) .
    أودعناكم أغاتي ..
    ايميل وصلني..
    برعاية الله وحفظه..
    لا تنسوني بالدعاء.














  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بلد الائمة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,426 المواضيع: 190
    التقييم: 311
    مزاجي: هادئة
    آخر نشاط: 17/September/2012
    مقالات المدونة: 7
    بالفعل ان ايام زمان لها عطرها وطعمها الخاص رغم البساطة التي هي عليها لكنها اجمل .. واجمل .. واجمل .. شكرا استاذنا الكريم على الطرح الممتع

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: December-2010
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,615 المواضيع: 337
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 1301
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: 16/June/2024
    الاتصال:
    مقالات المدونة: 10
    على الرغم من كل ما ذكر والدي العزيز من حقائق فالجيل الذي تكلمت عنه هو الجيل الذي حكم ويحكم الان وانظر ماذا يصنع 90% من رواد ذلك الجيل من ظلم وقتل وتكبر وفساد ورشوة فتأملوا خيرا ان شاء الله من هذه الجيل القادم فهذا الجيل وادعو من الله ان اكون من الشاهدين هو الجيل الذي سيحمل الرسالة الاسلامية من جديد مع المهدي الموعود باذن الله سبحانه وتعالى على الرغم من ان المفارقة انه لن يبعث حتى اذا ملئت الارض جورا وظلما فمعناها ان اهل ذلك الزمن هم من الظلمة الجائرين واقصد معظمهم او السواد الاعظم منهم ومع هذا سيخرج منهم عباد الله الذين لا يخافون في الله لومة لائم واسال الله ان يلطف بنا جميعا وان يثبت اقدام المؤمنين

  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,586 المواضيع: 5
    صوتيات: 432 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 35103
    آخر نشاط: 17/March/2023
    طبعا واكيدا ان لكل جيل حسناته ومساويه
    والمفارقة ان كل جيل بنظر من قبله لا خير فيه
    اليس الجيل الستيني كان يطلق علينا نحن السبعينيون اسم (( السنافر))
    استصغارا واشياء اخرى
    مع العلم ان جيل السبعينيون حسب رايي هو الجيل الاعلى وعيا الان
    والاكثر تمييزا واشد رغبة في التغيير
    ولكن ذلك كله لا يمنعنا من تمييز ما عند الاخرين من نواحي ايجابية
    وما في جيلنا من سلبيات
    اما الذين ذكرهم الاخ عمار فلا اراهم ممثلين لجيل او شريحة او طائفة
    بل هم من المنقطعين من كل جانب عن الام وامال هذا الشعب المبتلى
    وعندي لهم تسمية خاصة
    ولكن لا يسع المقام لها ولا تسمح بها الظروف
    ((لان العراق عروس عروبتهم ))


  5. #5
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: مانيسا - تركيا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,657 المواضيع: 457
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1481
    مزاجي: احمد الله على كل حال
    آخر نشاط: 20/March/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مواطن عراقي
    مقالات المدونة: 2

  6. #6
    صديق مؤسس
    UniQuE
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد و الشعراء و الصور .
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,920 المواضيع: 1,267
    صوتيات: 37 سوالف عراقية: 16
    التقييم: 13195
    مزاجي: لا يوصف
    موبايلي: +Galaxy S20
    مقالات المدونة: 102
    بغض النظر عن اي جيل هو الافضل ...كان الكلام دافئاً ....شكرا لك استاذ عادل

  7. #7
    باقية في قلوبنا ما حيينا
    ☜ no LOVE no PAIN ☞
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: Rented house in Mars
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,463 المواضيع: 692
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 9
    التقييم: 559
    مزاجي: Not ur business
    موبايلي: sgh-c270 & HTC HD2
    مقالات المدونة: 5
    ياسلام موضوع اقل مايقال عنه انه في منتهى الروعه

    عاشت الايادي

    مودتي وتقييمي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال