حوارقبل الرحيل
قال: أهواكِ صباحي
يا ضياء الوجد يا شمسي الأصيلْ
قلت: و القلب شغاف
هل لذي الوهم حبيب
ذاك أمرٌ مستحيلْ
قال:إني نبضُ قلبهْ
لستُ وهما
إنما الصبح الجميلْ
قلت و الوجد سباني
سوف تنساني
و ترمي ذكرياتي
إن أتى وقت الرحيلْ
قال: هل أنسى حياتي
نبض قلبي .. ذكرياتي
لا و لن أنساهُ قلبي
عندها أهوي كعصفور قتيلْ
...
قلت: في أعماق ذاتي
غمغمات في سكاتي
أنتَ لا تهوى وصالي
أنا أدري
و فؤادي لم يخنّي
هو لي خير دليلْ
أنت تهوى نغماتي
نهر حبي و حناني
و اخضرار الوجد في روضي النبيلْ
...
كل ما أسأل قلبي
كيف تختار ودادا من فؤادٍ لا يميلْ؟
تحرق الأشواق قلبي و الهوى يجتاح صدري
و الأسى يقتاتُ من عمري القليلْ
هكذا الروح تناغي
و الهوى يعصر قلبي
تنثني الأضلاع و الصدر النحيلْ
....
عندها الأجراس دقت للسفرْ
قلتُ و الدمع بأجفاني استقرْ
هل سألقاهُ إذا تاهت خطانا
قالَ لي: لا لن تتوهي يا قمرْ
...
إنني حتما أعودْ
أنا لا أنسى الوعودْ
و هواكِ بين أضلاعي تجودْ
سوف نحيا في نعيم لا تحاذينا قيودْ
...
فدنا نحوي و مالَ
و وشى سمعي و قالَ
راجع لابد يوما من غيابات الرحيلْ
صابني حزن ثقيلْ
و مضى الدمع يسيلْ
بعدها غابَ بطيات الأفولْ
أومأ المنديل في صمت طويلْ
هامسا، أنتِ حياتي
بين عينيك شراعي
ظلِليني في هواكِ
دثري قلباً معنّــى
قد سرى فيه النحولْ
...
فمضى حتى اختفى شيئا فشيئا
و أنا من بعده ما زلت أقتات فتات الشوق صبحا و عشيا
مر عام بعد عامٍ و الأسى زلزلَ فيَّ
تسرق الأيام عمري لا أرى طلا نديا
ليته يذكر لحني أو يزور اليوم ارضي
قبل أن تفنى ظلالي في محطات المنية