في مدينتي الصغيرة وعلى ضفاف نهر الفرات ولد حبك فجأة نغمة صغيرة تقفز من ظلع الى آخر
وترسل اغنية طفولية الصفاء . والغريب اني كنت في تلك اللحظة بالذات لحظة بزوغك داخل روحي اكتب رسالة الى أمرأة اخرى وقلت انه خيط برق لا يلبث ان يزول
وعندما ازدل الليل ستار العتمة على ضفاف النهر وعدت الى منزلي واستلقيت على سريري
شعرة ان اشعه غير مرئيه تنطلق من جبيني لتسقط في مكان ما من مدينتي فيلوح وجهك حلقة نار وماء.
كان الحزن الذي يغلف وجهي عميقا الى حد الموت وان الحب اوله مزاح . فالعشبة الرقيقة اذن تحولت
في صدري الى شجرة سنديان .
وفي ذلك السكون المطبق تململت الدمعة في اعماقي , وسحبت جسدي المرهق ووضعته على السرير وبذلت جهدا للعودة الى وسادتي ولكني لم استطع ان ابعد اناملك عن جفوني ....
ورحت استنجد بكل ماضي البطولي ومخططاتي السابقة لانتصاراتي من الحب ولكن سحرك كان من نوع جديد وفريد لا علاقة له بأي شيطان وليست له أية طقوس معقدة ولا يحتاج الى عظم هدهد او ناب ذئب ... ومع ذلك فلم اتوصل الى صيغة حجاب للخلاص.
انا لا أريد ان اجعل منك محرابا لعبادة جديدة لأنك واضحة الحنان بحيث تعجز جرأتي عن خداعك ولو اني استاذ في القاء المداعبات امام وجوه الحسان , أن عذرية عينيك المكشوفتين هي التي تمنعني عن التمثيل . لقد خلع المهرج القديم اقنعته وقذف بكل ادواته التنكرية وهو يقف الآن وسط المسرح ليعرض له عن شكله الحقيقي بما فيه من ضوء وظلام فمنذ سنين طويلة وأنا اقوم بدور اللص بالنسبة للخدود الجميلة أما اليوم وبعد ان نفضت عني كل الأزياء فسوف اعلن عن سري الجهنمي وهو اني لم اتمسك بالحب ابدا وإنما كنت التذ بمخاطبته فقط .
وها قد انتهت السكة ووصل القطار المتعب الى محطته الأخيرة فهل ستقدمين لطفك لهذا السائق الذي
غازلته أحلى المدن ولم يتوقف الا لكي يتزود بالوقود ثم يواصل السير وكأنه كان يعلم انه سيلتقي بك
في النهاية
بقلمي
محمد العيد