أيَّتها السائرةُ ليلاً
بينَ همومِ السَّحابِ
تمْطركِ الذكرياتُ
وحلاً غائصاً
مُغرمهُ وغريمهُ
روحاً أغاثَها الله
نقاءً من روحِ السماءِ
أطرافُها ترتجفُ من كثرةِ الدورانِ
تعيدُها حولَ نفسِها مراتٍ ومراتٍ
لكن بلا جدوى
تبقى أسيرةَ الانتظار
وأنتِ أيَّتها المُتوغِّلة
تفتقدينَ بنجواكِ شوارعَ المدينةِ
تَعُدِّينَ أرقاماً وتُرتِّبينَ حروفاً
على أصابعكِ واحداً تلوَ الآخر
لعلَ مسيرَ خُطاكِ
يدنو من أمنيةٍ
تَرسمُ فصولكِ الأربعةَ
مواسمَ عابقةً
بـ نهرٍ يغرقُ ويغرقُ
وأنتِ به تتشبَّثينَ عِنوةً
تُصاحبُكِ
جمراتُ آهاتكِ المُستعرة
تتشابك معها آثامُ الوعود
وبراءتها وجعٌ لذيذ
لذيذٌ جداً
أعمقُ مّما همْ
يتصوَّرونَ
أو يتوقّعونَ
قلمي