روي انه توفيّ لمعاذ ولد ، فاشتدّ وجده عليه ، فبلغ ذلك النبي () فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى معاذ ، سلامٌ عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو ، أمّا بعد!.. أعظم الله لك الأجر ، وألهمك الصّبر ، ورزقنا وإيّاك الشّكر ، إنّ أنفسنا وأهالينا وأموالنا وأولادنا من مواهب الله الهنيئة ، وعواريه المستودعة ، يمتّع بها إلى أجلٍ معلومٍ ، ويقبض لوقتٍ معدودٍ ، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطانا ، والصبر إذا ابتلانا ، وقد كان ابنك من مواهب الله الهنيئة ، وعواريه المستودعة ، متّعك الله به في غبطةٍ وسرور ، وقبضه منك بأجرٍ كثيرٍ مذخور الصّلاة والرّحمة والهدى إن صبرت واحتسبت ، فلا تجمعنّ عليك مصيبتين ، فيحبط لك أجرك ، وتندم على ما فاتك ، فلو قدمت على ثواب مصيبتك ، علمت أنّ المصيبة قد قصرت في جنب الله عن الثواب ، فتنجز من الله موعوده ، وليذهب أسفك على ما هو نازلٌ بك ، فكأن قد ، والسلام.. جواهر البحار